38serv

+ -

لم يكن الخطاب “الناري” للفريق ڤايد صالح، أول أمس، من ورڤلة، أقل من صافرة إنذار إزاء “نار حرب” تقترب من الحدود الجزائرية بخطى ثابتة، عكستها خرجات العسكري رقم واحد في البلاد، اختار التوجه للمواطنين من خلال إطارات الجيش بضرورة الاستعداد للآتي من مخاطر إرهابية لم تعد تستهدف الناس فقط، ولكن سيادة الدولة الجزائرية، وتنظيم داعش معروف أنه لا يعترف بسيادة الدول، وهو يسعى لإيجاد موطئ قدم يغرسه بالقرب من الجزائر، بعدما تمكن من تحييد القاعدة بشكل لافت وصارت هي الأخرى تبحث عن “مناطق نفوذ” في العمق الإفريقي، فوقعت هجوم أبيجان، أول أمس. رسائل ڤايد صالح، للجزائريين، لم تستثن العملية النوعية التي قامت بها وحداته بتيبازة، حينما قضت على واحد من أخطر الإرهابيين بالمنطقة “أبو المنذر”، بعد عديد العمليات الأمنية في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي أرست تعاونا مع الأمريكيين بخصوص صواريخ “ستينغر” المضبوطة بالوادي، مؤخرا، تزامنا مع الحديث عن رفع واشنطن معونتها العسكرية للجزائر في إطار محاربة الإرهاب.خبراء أمنيون يقرأون دعواته المتكررة للتأهب وحالة الاستنفارڤايد صالح يخاطب المواطنين من خلال الجيش يرى ضباط سامون متقاعدون وخبراء أن المستجدات الأمنية في ليبيا لا تؤشر على هدوء في الحدود الملتهبة منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في 2011، وقتله، لكنها في نفس الوقت لا تعني أن تنظيم داعش يحسب كثيرا لأي اعتداء قد يشنه على الجزائر أو مصالحها.يقول اللواء عبد العزيز مجاهد، مدير الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، سابقا، إن كلام نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، “يأتي في سياق إطلاع المواطنين بالحقائق الأمنية على الحدود وفي الميدان، واستعداد وحدات القوات المسلحة لأي طارئ، فضلا عن أنه دعوة لجميع الجزائريين لإدراك ما يجب أن يقدموه لوطنهم في الفترات العصيبة”.وأضاف مجاهد، في اتصال مع “الخبر”، معلقا على خطاب الفريق ڤايد صالح، أول أمس، بورڤلة، عقب زيارة تفتيش وتفقد، أنه “لو كانت قواتنا في حالة استنفار، لكان مكان الفريق ڤايد صالح في مركز القيادة يشرف على العمليات وليس في اجتماع يلقي خطابا”.وتابع موضحا: “من مهام رئيس أركان الجيش هو إعداد وحدات الجيش والأسلحة للدفاع عن الوطن”، معتبرا أن “تدخلات الفريق ڤايد صالح تأتي في سياق مهامه لإطلاع المواطنين، عن طريق مخاطبته قيادات الجيش الوطني الشعبي، بطبيعة الرهانات ووجوب التحلي باليقظة والبقاء دائما على أهبة الاستعداد للذود عن الوطن”.وبشأن هجوم داعش ليبيا على مدينة بن قردان التونسية، مؤخرا، قدر اللواء مجاهد بأن ما حدث هو هزيمة للإرهابيين، وانتصار واضح للقوات التونسية، ومؤشر واضح على مستوى اليقظة والتدريب والاستعداد للتصدي لمثل هذه الاعتداءات الإرهابية.وعلق ذات المتحدث على موقف رئيس الوزراء التونسي ووزير التربية، بالقول إنهما كانا في مستوى الحدث، حيث دعيا الشعب التونسي إلى “التحلي بالشجاعة ونقد الذات لتقييم أعمالنا والنقائص والعيوب لكي نراجعها ونصححها، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة المناهج التعليمية لتحصين الأبناء من الوقوع فريسة للغزو الفكري والتحريف العقائدي”.وردا على نفس السؤال، أفاد العقيد المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، رمضان حملات، بأنه منذ 2011 والصراع الليبي يشتد ضراوة، والأزمة تتعقد كل يوم، خاصة بعد فشل الجماعات المتنازعة في ليبيا في السيطرة على الوضع الأمني أو تأمين الشعب الليبي. وتابع: “ما نشاهده كل يوم، هو استمرار فشل الضغوط الخارجية على الأطراف الداخلية من أجل وقف الصراع، وابتعاد عن الحل السياسي والسلمي الذي تدعو إليه الجزائر وغيرها من الدول والأمم المتحدة”.وعن قراءته لرسالة ڤايد صالح، قال حملات لـ”الخبر”: “كلام الفريق ڤايد صالح واضح ولا يحتاج إلى قراءات أو فك طلاسم، هناك واقع أمني خطير وتهديد صريح لاستقرار بلدنا والمنطقة ككل.. أنا أرى أنه لا يجب انتظار أي راحة بال من حدودنا الشرقية، اليقظة والحذر مطلوبان أكثر فأكثر”.وبشأن التدخلات الأجنبية، أكد حملات أنها “لن تؤثر على الميدان، في ظل ما نلمسه من غياب لإرادة سياسية وعسكرية دولية للتعاون مع دول الجوار لمحاربة الإرهاب، ولا أرى أي حل آخر غير هذا التوجه في الظرف الراهن”.بدوره، ينصح المتابع للشؤون الأمنية في منطقة المغرب العربي والساحل، أكرم خريف، بعدم التفكير والكلام عن الحرب في ليبيا، علينا كجزائريين مساعدة الليبيين على إيجاد حلول ناجعة لمشاكلهم الداخلية وتقديم يد العون العسكري لجيراننا التونسيين.في رأي خريف: “داعش سيدفع الثمن باهظا في حال فكر أو قام باعتداء ضد الجزائر”، بل يؤكد: “فرضا أنه قام بذلك فهذا يعني الانتحار، أنا مع الذين يرفضون خوض حرب في ليبيا بالوكالة عن فرنسا، فليفعلوا هم ذلك”.وتعليلا لرأيه، يقول أكرم خريف: “مخطط داعش في إفريقيا هو إنشاء دولة الخلافة التي تبدأ حدودها من نيجيريا وتنتهي في تونس، مرورا بمالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر وليبيا، على أن تكون تونس عاصمتها، وأصحاب هذا المخطط يدركون جيدا أنه ليس مجديا أو بالأحرى من الجنون استهداف الجزائر لأنهم سيخسرون كثيرا من الناحية العسكرية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات