الملك المغربي في روسيا لتحييدها في أزمة الصحراء

38serv

+ -

زار العاهل المغربي، محمد السادس روسيا، في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى حد تعليق المملكة للاتصال مع بروكسل على خلفية قرار قضائي أوروبي ضد اتفاق فلاحي مغربي أوروبي، وغضب مغربي من الأمين العام الأممي بان كي مون الذي وصف الصحراء الغربية بالأرض “المحتلة”، وتلويح جبهة البوليساريو بالعودة إلى “الحرب” بعد ربع قرن من انتظار الاستفتاء على تقرير المصير. زيارة الملك المغربي إلى موسكو، وإن تم التأكيد على أنها كانت مبرمجة منذ فترة، وأنها ستركز على الجوانب الاقتصادية بالدرجة الأولى، إلا أنها تحمل في جوانبها أهدافا سياسية لكلا الطرفين.فالمغرب ينظر إلى روسيا على أنها الحليف الأكبر للجزائر، وبالتالي يفترض أنها داعمة بشكل رئيسي لحق تقرير المصير، غير أن خبراء مغربيين يؤكدون أن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي، فهي تغلب المصالح على الإيديولوجيا، مستدلين في ذلك بموقف روسيا من الصحراء الغربية في مجلس الأمن، فهي ليست داعما كبيرا لقضية الصحراء الغربية في الأمم المتحدة، كما كان يفترض ذلك بحكم الروابط التاريخية وحتى الاقتصادية مع الجزائر، التي تعد من بين أكبر مستوردي السلاح الروسي في إفريقيا.وإن كانت المغرب تستبعد أن تصبح روسيا حليفا لها بدلا من الجزائر، ولكنها تريد تحييد حليف الجزائر الأكبر عن قضية الصحراء الغربية، خاصة إذا قررت البوليساريو العودة لحمل السلاح، وبالمقابل تعرض الرباط على موسكو شراكة اقتصادية استراتيجية، تتمثل في استيراد المغرب للغاز الروسي مقابل تصدير منتجات غذائية مغربية إلى السوق الروسية التي قاطعت المنتجات الزراعية التركية.غير أن ما لم تشر إليه الصحافة المغربية والروسية، هو احتمال أن يعرض الرباط على موسكو صيد السمك على شواطئ الصحراء الغربية مقابل امتيازات، كرد على الحكم القضائي الأوروبي الذي يعرقل نشاط الشركات الأوروبية لصيد السمك في السواحل الصحراوية أو استغلال واستخراج المعادن في الأراضي الصحراوية المحتلة.من جانبها تحاول موسكو استغلال الخلاف المغربي الأوروبي، لإقناع الرباط بدعم موقفها في الملف السوري، خاصة وأن الرباط اعتذرت عن استضافة القمة العربية المقبلة بسبب حساسية الملف السوري، ورغبة السعودية في استصدار قرار عربي يتيح لها التدخل عسكريا في سوريا وهو ما تعارضه موسكو، والموقف المغربي من استضافة القمة العربية يصب بشكل أو بآخر في مصلحة روسيا، خاصة وأن تصريحات وزير خارجية المغرب إزاء تدخل عربي محتمل في سوريا لم يتم استساغتها في الخليج رغم محاولة نفيها.جدير بالذكر أن الكرملين الروسي أعلن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيلتقي بالعاهل المغربي، لمناقشة العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية، وجاء في بيانه أن قائدي البلدين سيبحثان “القضايا الملحة للتعاون الروسي المغربي، والموضوع ذو الأولوية هو توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية، بما في ذلك في مجال الطاقة والتعاون الزراعي”.وأضاف البيان أن الجانبين سيتطرقان أيضا إلى “القضايا الدولية، مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتسوية السورية”.بينما ذكر بيان لوزارة القصور الملكية المغربية أن الملك محمد السادس سيجري “محادثات رسمية مع بوتين رئيس روسيا، كما سيترأس قائدا البلدين حفل توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية”، وأضاف البيان “وتندرج هذه الزيارة الملكية في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات