مشادات كلامية بين وفدي الجزائر والمغرب في جنيف

+ -

تفجرت خلال أشغال مجلس حقوق الإنسان الأممي مجددا، خلافات حادة بين الوفدين الجزائري والمغربي بعد اتهام الوفد المغربي للجزائر بالمسؤولية عن تعطل مسار تسوية النزاع الصحراوي. رد رئيس البعثة الجزائرية بمكتب الأمم المتحدة بجنيف، بوجمعة ديلمي، خلال نقاش نظم، أول أمس، حول تقرير المفوض الأممي لحقوق الإنسان، على الاتهامات الصادرة عن رئيس الوفد المغربي، محمد أوجار، والتي حمل فيها الجزائر المسؤولية عن جمود مسار التسوية، بأن اللوم يقع على الجانب المغربي، مستشهدا بما ورد في تقرير المفوض الأممي حول تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية، زيادة على رفض المخزن تمكين الأمين العام الأممي، بان كيمون، من زيارة الأراضي الصحراوي لتفقد قوة حفظ السلام الأممية.وأثار الموقف الجزائري رد فعل عنيفا من الجانب المغربي، حيث تفاخر محمد أوجار، رئيس البعثة المغربية، بـ”تحسن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان”، حيث استقبل المغرب، حسب تعقيبه، 11 مقررا خاصا وآلية أممية، مضيفا أن “المغرب لا يمكنه أن يقبل تلقي دروس من أحد، خاصة من دولة مثل الجزائر، التي ترفض زيارة أي من هذه الآليات الأممية والمقررين الخاصين إلى أراضيها”.وخلف تركيز الجانب الجزائري على رفض الحكومة المغربية استقبال الأمين العام للأمم المتحدة، سخط الوفد المغربي، الذي قاطع تدخل ممثل الجزائر مستخدما آلية “نقطة نظام”، محتجا لدى رئيس الجلسة لإلزام الجانب الجزائري بالعودة إلى جدول الأعمال. غير أن ممثل الجزائر حافظ على هدوئه، مبرزا أن القضية تتعلق بعملية تصفية استعمار، مثلما تنص عليه لوائح الأمم المتحدة، وبأن الجزائر “ليست في حاجة إلى دروس من أحد، فعقول الجزائريين تحررت من الاستعمار ودفعت لذلك مليون ونصف مليون شهيد”.ولم يستطع ممثل الجزائر إكمال رده بسبب تواطؤ من رئيس الجلسة مع المغاربة، غير أنه استغل الثواني القليلة التي تبقت من وقته لتحميل المغرب مسؤولية فشل المساعي الأممية، وركز على الضغط الذي مارسه المغاربة لتغيير مبعوث الأمين العام الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس.ورغم الانفعال الذي أبان عنه الوفد المغربي، ومنظمات موالية له خلال النقاش، مرت الجلسة دون تلاسن عنيف، عكس دورات سابقة شهدت مواجهات حادة.وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان, رعد الحسين, دعا في تقريره إلى حل للنزاع في الصحراء الغربية الذي طال أمده. وقال السيد الحسين إنه “منشغل شخصيا بخيبة أمل الشباب الصحراوي بمخيمات اللاجئين، ما يحتم إيجاد حل للنزاع والمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وحمايتها”, مضيفا في معرض رده بأنه من “الأهمية التوصل إلى حل نهائي للنزاع الذي طال أمده كما قال الأمين العام للأمم المتحدة, والذي سيقدم تقريره في أقرب الآجال أمام مجلس الأمن الدولي”.وتأتي هذه المناوشات في سياق غضب عارم بالمغرب، أفرزه موقف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، الذي وصف المغرب بـ”المحتل”. واتهمته الرباط بـ”تبني أطروحة الاستقلال التي تروج لها الجزائر والبوليزاريو”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات