زعيم الأرندي أويحيي يتّهم المعارضة بالفاشية، وهو الذي قال: إن الأرندي وُلد بالكلاش على ظهره! وأقسم بالله أن زعيم الأرندي والشخصية السياسية الثانية في رئاسة الجمهورية لا يعرف معنى الفاشية! ولو كان يعرف معنى الفاشية ما تلفّظ بها؛ لأنها تنطبق عليه وعلى حزبه أكثر من غيره من الأحزاب!الفاشية مذهب سياسي اقتصادي عسكري يقوم على نظام النقابات وعلى تدخل الدولة في كل مظاهر النشاط، وعلى قمع المعارضة، وقيام ديكتاتورية الحزب الواحد، والتعصب العنصري، وتمجيد الحكم الأوتوقراطي المركزي على رأسه زعيم يمجد المزايا العسكرية للنظام السياسي للحكم ومعاداة الديمقراطية، وحب الجماعة البرلمانية المسلحة، وتشجيع الاقتصاد الخاص الذي يخدم الحكومة الفاشية! فمن هو الأقرب إلى هذه الصفات والقيم.. حزب أويحيي الأرندي الذي جاء نوابه إلى البرلمان في التسعينيات بالسلاح على ظهورهم، أم حزب مقري الذي جاء نوابه باللحى والقمصان؟!والفاشية تعني أيضا حزمة العصي التي يستخدمها رجال السلطة في عهد الرومان لقمع الشعب كدلالة على قوة الحاكم! نحن نستخدم الهراوات ضد الناس.. حزب حمس الوديع، أم حزب أويحيى الشرس الذي يستخدم الشرطة بالهراوات لممارسة السياسة؟!أويحيى الذي لا يفهم حتى معنى كلمة فاشية، هو الذي أسند إليه الرئيس بوتفليقة الإشراف على صياغة الدستور الذي أقر بالحفافات في البرلمان وبالمسلحين من حزب الأرندي والأفالان!حزب الأرندي ليس أسوأ منه فاشية إلا حزب الأفالان في عهد سعداني، وأطرف المهازل في ما يقوم به زعيم الحزب الحاكم الأفالان: أن قائمة اللجنة المركزية لهذا الحزب الحاكم المنشورة على موقع الحزب بالانترنت فيها عشرة أعضاء متوفون.. وعضو واحد بالمجلس الدستوري لا تحق له العضوية.. ويوجد بين أعضاء اللجنة المركزية المرحومان الهادي لخذيري الذي مات منذ 6 سنوات، وعبد الرزاق بوحارة الذي مات منذ 4 سنوات.. والمصيبة أن القائمة المنشورة لم يغيّر فيها إلا اسم سعداني كأمين عام. أما بقية القائمة فلم تمس منذ أكثر من 6 سنوات، ومعنى هذا الكلام أن هذا الحزب فشل حتى في تحديث قائمة قيادته.. فكيف ينجح في تسيير بلد؟!القانون يقول: بعد عقد المؤتمر بشهر لابد أن توضع القائمة الخاصة بالتغيير في القيادة لدى وزارة الداخلية.. فلماذا سكتت الداخلية عن هذا الحزب قرابة العام وزيادة؟! ولماذا لم تقم قيادة الحزب بضبط قائمة اللجنة المركزية؟ والجواب عند المناضلين الذين يقولون: إن قيادة الحزب ما تزال تقوم بعملية “بيع” المناصب في هذه الهيئة القيادية بواسطة “الشكارة” التي تحدث عنها أويحيى؟! ولهذا لم يتم ضبط القائمة حتى الآن!فالطريقة التي يسيّر بها سعداني هذا الحزب، لا تختلف عن الطريقة التي يسير بها أويحيى حزبه! والناس تتساءل: لماذا يعتمد الرئيس بوتفليقة على مثل هؤلاء في إدارة الحياة السياسية للبلاد.. وأحد هؤلاء لا يعرف حتى معنى الفاشية، والآخر لا يعرف حتى معنى قيادة الحزب؟!إذا كان ساسة الأحزاب الحاكمة التي يستشيرها الرئيس بوتفليقة عند تغيير أو تحوير الحكومة هذا هو مستواها، فلا تنتظروا حكومة قادمة مستواها أحسن من مستوى الحكومة الحالية.. لهذا فإن الرئيس بوتفليقة لم يغيّر الحكومة أو يحورها حتى الآن، لأنه لم يجد ما هو أسوأ مما هو قائم لتعيينه؟!إنها مصيبة البلاد؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات