تتشابه أحياء البناء الذاتي في كل مدن غرب البلاد، والتي يطبعها المعمار الذي لا يحمل هوية، وكذلك المظهر الخارجي العاري لتلك البنايات المشيد بعضها منذ عشرات السنين، كما هو حاصل في حي سيدي البشير بوهران، والذي يســـتقبل القادمين إلى الولاية من الشــــــرق عبر طريق مستغانم، أو من الغرب عبر الطريق الاجتــــــنابي الرابع القادم مــن عين تمـــــوشنت.هذا الحي الذي عرف حركة بناء كبيرة خلال العشرية “السوداء” والتابع لبلدية بير الجير، يعتبر “نموذجا” في مجال البناء الذي لا يخضع لأية رقابة. وهذا بالنظر إلى نوعية العائلات التي استفادت فيه من قطع أرضية للبناء، والتي توسعت “خارج رقابة الدولة”. ومثله أحياء أخرى في نفس البلدية، منها ما يعرف بـ”دوار بلقايد” شرقي عاصمة الولاية وهران، والذي يعرف حركة بناء كبيرة، حيث تقترب المدينة من الالتصاق بالقطب الجامعي بلقايد وتمتد إلى غاية غابة جبل الأسود. هذا الحي أيضا تتميز بناياته الفردية بـ”الضخامة وعدم الانسجام المعماري”، وكذا بقاء أغلبيتها بدون تلبيس خارجي، حيث يظهر إسمنت أعمدتها واحمرار آجرها. وهو ما يعطي لهذه الأحياء مشهدا مقززا.نفس الشيء يمكن ملاحظته في التوسعات العمرانية في بقية دوائر الولاية، حيث يلاحظ القادم من ولاية مستغانم عبر الطريق الوطني رقم 11، نفس المشهد وهو يعبر بلديات مرسى الحجاج ثم بطيوة وحاسي بن عقبة ثم ڤديل، التي أقيمت فيها أحياء جديدة قريبا من هذا الطريق الوطني، وهو نفس حال بلدية وادي تليلات وكذا مسرغين وبوتليليس.هذه المشاهد تشترك فيها أيضا بقية مدن غرب البلاد، ما “يبشر” بعمل كبير ستقوم به الهيئات المعنية في كل بلديات ولايات غرب البلاد، لتنفيذ التعليمة الصادرة عن وزارة السكن المتعلقة بتلبيس واجهات البنايات. ويتوقع الناس في وهران أن تؤول هذه التعليمة مآل قرار وزير الداخلية السابق، دحو ولد قابلية، عندما أمر بالقضاء على الأسواق الفوضوية في المدن، والتي عادت أكثر من سابق عهدها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات