+ -

جددت الجزائر موقفها الرافض لأي تحالف عربي أو إسلامي لمكافحة الإرهاب، لا يكون تحت مظلة الأمم المتحدة، مشددة على ضرورة “تنسيق الجهود الدولية” لمحاربة هذه الآفة ضمن استراتيجية الأمم المتحدة حول الأهداف المشتركة.جاءت هذه الدعوة بمناسبة اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، الخميس، حيث اغتنم عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، هذا الاجتماع للتأكيد على عدم استعداد الجزائر للتنازل عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتفضيل الأساليب السلمية والحلول السياسية للنزاعات والأزمات المسلحة.مساهل لم يغفل أيضا التأكيد على الموقف الجزائري من قرار مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب، الأسبوع الماضي، بشأن مسعى لتصنيف تنظيم “حزب الله” اللبناني في قائمة المنظمات الإرهابية، بسبب تحالفه مع النظام السوري في محاربة المعارضة المسلحة التي تعمل، منذ 2011، على إسقاطه، إذ شدد الوزير على “ضرورة التقيد بقواعد الشرعية الدولية وبلوائح وقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية”.وتمت، في الاجتماع، تزكية آخر وزير خارجية في نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، محمد أبو الغيط، أمينا عاما جديدا للجامعة العربية، خلفا لمواطنه نبيل العربي، وقد انتقدت الجزائر، على لسان مساهل، أداء الجامعة العربية التي قال إنها “في مفترق طرق، إما أن تنجح في مواكبة التطورات العالمية المتسارعة أو تبقى على هامش هذه المتغيرات”، مشيرا في ذات الاتجاه إلى “أن مصداقيتها رهينة بمدى قدرتها على اعتماد رؤية اندماجية متناسقة ومتكاملة الأبعاد على المدى المتوسط”.وبرأي مساهل، فإن “حتمية وقوع الأزمات لا ينبغي أن يكون مرادفا للفشل، بل يجب أن تدفع بالجامعة إلى المضي قدما لرفع التحديات الجديدة والابتعاد عن الطرح المتشائم بشأن مآل الجامعة وجدوى عقد اجتماعاتها”.وفي هذا السياق، خاطب مساهل نظراءه العرب قائلا: “نلتقي اليوم ومنطقتنا العربية تشهد اضطرابات وتفككا أمنيا واختراقات إرهابية، أدخلتها في دائرة التدويل وأبعدتها عن الحلول الوطنية وعن إرادة شعوبها”، لكن ورغم ذلك “ومهما اشتدت بنا الأزمات تظل القضية الفلسطينية محط اهتمامنا، في ظل تنصل إسرائيل من التزاماتها الدولية وتصعيد ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين العزل”.ولدى تعريجه على الوضع في الجارة ليبيا، أوضح أن الجزائر تتطلع إلى حصول توافق في أقرب الآجال حول اعتماد حكومة وحدة وطنية مقرها طرابلس العاصمة، تضطلع بتسيير المرحلة الانتقالية ورفع الرهانات السياسية والأمنية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، مناشدة “مجلس النواب اعتماد حكومة الوحدة الوطنية التي تحظى بدعم دولي”. ولدى تبرير موقفه مما يجري في اليمن وسوريا، تحت غطاء تحالفين عربي وآخر إسلامي، قال مساهل إن سياسة الجزائر الخارجية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبدأ تسوية النزاعات بالطرق السلمية، واحترام إرادة الشعوب، وذلك انطلاقا من تجربتها في مقاومة الإرهاب والتي انتهت بتبني سياسة المصالحة الوطنية لتطليق لغة السلاح بين أبناء الوطن الواحد. بالموازاة مع ذلك، أكد عضو الحوار السياسي الليبي، سالم مادي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بتونس، أن موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا كان منذ البداية “واضحا ومشرفا”، بحيث أنها كانت تدعو إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق سياسي يتم من خلاله تزكية حكومة الوحدة الوطنية لتتولى إدارة الشأن العام في البلاد.وأوضح مادي أن نظرة الجزائر لما يجري في ليبيا يرتكز بالأساس على ضرورة إيجاد حل سياسي من خلال الحوار والحفاظ على الأمن فيها، وذلك بحكم موقعها الجغرافي الذي يرتبط بحدود مشتركة مع جميع الدول المغاربية.كما أكد ذات المتحدث أنه ليس للجزائر “أي أطماع في ليبيا على غرار بعض الدول الأخرى”، وهذا ما جعل الليبيين “أكثر ثقة في الجزائر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات