بعض الناس يتعجبون من اهتمام نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني بموضوع كرة القدم، ووصل به الاهتمام إلى حد أنه أصبح يقرر في هذا القطاع مكان مؤسسات الكرة مثل الاتحادية والوزارة.تدخل المال الفاسد في توجيه كرة القدم ليس وليد اليوم مع هذا النائب، بل هو ظاهرة نقلتها لنا ممارسات عديدة تدخل فيها المال الفاسد.أتذكر أن المرحوم بومدين لاحظ تدخل المال في كرة القدم في السبعينيات، وبدأ يتجه بكرة القدم والنوادي إلى منحى غير لائق.. فقام بعملية ربط النوادي الرياضية بالشركات الوطنية، صيانة للنوادي من تخلاط المال ورجال المال الفاسد وغير الفاسد، فأسندت مهمة تمويل شبيبة القبائل إلى شركة صناعة الآلات الإلكترونية في واد عيسى بتيزي وزو، وأسندت مهمة تمويل مولودية الجزائر إلى سوناطراك، واتحاد الجزائر لشركة سونلغاز، وهكذا.في السنوات الأخيرة، دخل المال الفاسد على النوادي بصورة مزعجة، خاصة مع وصول الشركات المتعددة الجنسيات، ووصل الأمر إلى حد أن الفريق الوطني لكرة القدم أصبح ولاؤه لدولة أجنبية تملك إحدى الشركات التي تمول وترعى الفريق أكثر من ولائه لحكومة الجزائر.! فلماذا إذن يتعجب الناس حين يعرفون أن نائبا أعلن عن قرار إسقاط العقوبة ضد اتحاد عنابة قبل قرار الهيئات الوصية؟! إنه مجرد “صنم” يسطو على صلاحيات صنم؟!المال الفاسد الذي يوصل أمثال هذا النائب إلى المناصب الحساسة في الدولة ولا يثير أي شيء في قضية تدهور مؤسسات الدولة، فلماذا يثير تدخله في شأن الكرة كل هذه الضجة؟ أليس سلامة مؤسسات الدولة أولى من حكاية الرياضة لو كانت البلاد تسير سيرا طبيعيا؟!عندما يقول أويحيى كشخصية ثانية في الرئاسة: إن أفالان ذاك النائب اشترت مقاعد مجلس الأمة بالشكارة ولا تتحرك العدالة والأمن والحكومة؟! ويقول سعداني إن أويحيى زوَّر الانتخابات، وهو زعيم الحزب الحاكم ولا يتحرك أحد؟! فهل هذا أقل خطورة من القول إن ذاك النائب اشترى بغث ماله ذمم المسؤولين في مؤسسات الكرة لأجل اتخاذ قرار غير شرعي؟!إننا لا نعتبر ما قام به هذا النائب في عنابة أخطر مما قام به ذات النائب في الأفالان والمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة لو كانت الحكومة حكومة والعدالة عدالة والأحزاب أحزابا والمؤسسات مؤسسات.. لكن؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات