+ -

ما حكم مَن يُخرج زكاة ماله قبل وقتها لمساعدة المحتاجين؟ المعلوم في تطبيق أحكام الشّرع أن تكون موافٍقة للشّروط الّتي وضعها الشّارع، فكما لا يصحُّ تقديم الصّيام عن شهر رمضان كركن من أركان الإسلام، ولا يجوز تقديم الصّلاة عن وقت دخولها، ولا تصحّ إن صلاّها ولا تجزئه إلاّ إذا دخل وقتُها، إلاّ أن يُعيدها، كما بيَّن ذلك الشّارع الحكيم ورسولُه صلّى الله عليه وسلّم في السنّة القولية والفعليّة، فإنّه لا يجوز تقديم الزّكاة عن موعدها، إذ من شروط وجوب الزّكاة: حَوَلان الحول، غير أنّ بعض العلماء أجازوا تقديمَها بمدّة يسيرة كالشّهر إذا تعيَّنَت حاجة مستحقّيها ولم يستطيعوا انتظار موعدها.شخص عنده مال بلغ نصاب الزّكاة وعليه دَيْنٌ، فهل يلزمه أداء الزّكاة؟ هناك ديون تُسقط الزّكاة عن صاحبها، وهناك ديون لا تُسقطها، فعن يزيد بن خُصَيفَة أنّه سأل سليمان بن يسار عن رجل له مال، وعليه دَيْن مثله، أعليه زكاة؟ فقال: لا. رواه مالك في الموطأ.وقال ابن وهب: وقد كان عثمان بن عفّان يصيح في النّاس “هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دَيْن فليقضه حتّى تَحصُل أموالكم فتؤدّون منها الزّكاة، ثمّ يؤدّي ممّا بقي في يديه، إن كان ما بقي تجب فيه الزّكاة”. انظر المدونة الكُبرى.فالدَّين يُسقط زكاة الذّهب والفضّة إذا كان قدرُه يساوي ما عنده من مال، كما تسقط الزّكاة عن بعضه الّذي استغرقه الدّين، لأنّ المدين ليس كامل الملك، وسيدفع الدّين لربّه عاجلاً أو آجلاً.أمّا زكاة الحرث والماشية وغيرهما فلا تَسقُط بالدَّيْن. والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات