+ -

كذب الداعية السعودي محمد العريفي، تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، التي أدلى بها بمدينة وهران، الأحد الماضي، جاء فيها أن السلطات الجزائرية رفضت منح تأشيرة الدخول للعريفي للمشاركة في ملتقى دولي بشرق البلاد، في الوقت الذي رفض عيسى الخوض في الموضوع، على هامش احتفالية اليوم العالمي للمرأة، أمس، بالعاصمة.الوزير محمد عيسى خاض في موضوع رجل الدين السعودي في منتدى جريدة “وست تريبون”، التي تصدر بوهران، في رده على سؤال يخص طلب الداعية العريفي لزيارة الجزائر، حيث أجاب مؤكدا وجود طلب التأشيرة والغرض من الزيارة، لكن كان رد الجهات المختصة هو الرفض. مبررا ذلك بمواقفه من الأحداث الدموية التي تعيشها بعض البلدان العربية، على غرار سوريا واليمن وقبلهما مصر وليبيا.. إذ نقل عن عيسى قوله: “لأننا نعلم أنه (يقصد العريفي) طرف فاعل في التحريض على ما يسمى بالربيع العربي، وهو مروج للدعاية لصالح جماعة النصرة المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة بسوريا”.كما أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن “الجزائر لن تكون أبدا ميدانا لخلافات مذاهب أجنبية. بل تعد الجزائر أرض الإسلام ومدرسة الاعتدال والوسطية”. وردا على الوزير عيسى، قال العريفي في تغريدة على حسابه في موقع “التويتر”، أول أمس، إن ما نشر حول وصوله إلى الجزائر لإلقاء محاضرات لكنه منع من دخولها، “خبر كاذب مصنوع كله أريد به إفساد العلاقات وتكدير النفوس”.وتابع: “زرت أهلي وأحبابي في الجزائر قبل سنوات، زرت مساجدها وجامعاتها، والتقيت بعلمائها ومثقفيها، تعرفت عليهم عن قرب.. فأحببتهم بزاف، فصرت أثني عليهم، وأحدث الناس بما رأيت من نبل أخلاقهم وكرمهم وزكاء نفوسهم..”.وأضاف: “”فالجزائر وأهلها أكرم من أن يردوا ضيفا حل بديارهم، وأنا أيضا لا أزور بلدا لنشاط ديني أو ثقافي إلا بدعوة من جهات رسمية، وتنسيق مع السفارة السعودية”.وجاء رفض استقبال العريفي مشابها لمواقف حكومات عربية وإسلامية من هذه الشخصية. فقد تراجع، شهر أكتوبر الماضي، عن زيارة مبرمجة للمغرب، بعد نشر سلطات هذا البلد أخبارا ترفض دخوله أراضيها تلبية لدعوة من جمعيات دينية لإلقاء محاضرات.واقترن اسم العريفي، خلال السنوات الأخيرة، مع ثورات الربيع العربي، حيث كان من المؤيدين لها، كما عرف عنه مباركته للحرب في اليمن وسوريا، ضد الحوثيين ونظام بشار الأسد، على التوالي، بداعي “محاربة المد الشيعي” الإيراني في هذين البلدين، وهو ما يتعارض مع مواقف السلطات الجزائرية التي تعتبر ما يجري “تدخلا في الشأن الداخلي للدول ومحاولة تغيير أنظمة الحكم بالقوة”.وتمر العلاقات بين الجزائر والدول الخليجية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بفتور واضح، بسبب التباين في المواقف من أزمتي اليمن وسوريا. ويشار إلى أنه سبق للعريفي أن زار الجزائر سنة 2009 وحاضر في العاصمة ومدن أخرى.غير أن ما صدر عنه من مواقف، جعل السلطات ترفض التأشير له لزيارة الجزائر. وما كانت هذه القضية لتأخذ كل هذا الزخم الإعلامي لولا تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بذلك، على اعتبار أن قرار قبول أو رفض منح التأشيرة سيادي، لا تلزم الدول بتقديم تبريرات للرفض، فضلا عن أنها مسألة تفصل فيها وزارة الخارجية بالتنسيق مع مصالح الأمن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات