38serv

+ -

بدت الحياة في مدينة بن قردان، أمس، متوقفة، إذ ظلت أغلب المحلات التجارية مغلقة عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المدينة، أول أمس، كما لم تفتح المدارس أبوابها، وأحكمت قوات الأمن السيطرة على تقاطعات الطرق ومداخل ومخارج المدينة وقرب المنشآت الحيوية، تخوفا من أي طارئ.تواصلت إلى ظهر أمس الاشتباكات المتقطعة بين عناصر المجموعة الإرهابية التي هاجمت، أول أمس، مدينة بن قردان جنوبي تونس، قرب ثكنة للجيش في المخرج الغربي للمدينة، ولاحقت قوات الجيش عددا من العناصر الإرهابية التي كانت تتحصن في منازل قريبة من ثكنة الجيش الذي استعمل طائرات عسكرية عمودية لمراقبة المنطقة وملاحقة الإرهابيين، ما دفع ثلاثة إرهابيين، أحدهم مصاب، إلى تسليم أنفسهم للجيش بعد نفاد ذخيرتهم ومحاصرتهم، وقال مسؤول أمني محلي لـ«الخبر” إنه “من المرجح أن سبعة عناصر ماتزال متحصنة أو مختفية في منطقة ما في بن قردان وضواحيها تجري ملاحقتهم”، ونجحت قوات الجيش التونسي في تفجير ثلاث قنابل يدوية من مخلفات الجماعة الإرهابية.وقال شهود عيان التقوا الإرهابيين المهاجمين لـ«الخبر” إن عددا من عناصر المجموعة جزائريون، بحسب لهجتهم وحديثهم، وقال محمد الذي ضربه الإرهابيون على رأسه لرفضه السماح لهم بالدخول إلى بيته “الذين التقيتهم كان بعضهم من أبناء بن قردان وبعضهم جزائريون، وكان بين عناصر المجموعة الإرهابية فتاتان، هما رحمة وغفران شيخاوي، اللتان كانت وزارة الداخلية قد نشرت صورهما قبل فترة”، وأكد أشرف وجود عناصر جزائرية ضمن المجموعة التي التقاها فجرا.ورجح رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، في ندوة صحفية عقدها أمس لعرض حصيلة الهجوم الإرهابي، أن يكون بين الإرهابيين عناصر أجنبية، وأكد الصيد أن المجموعة المهاجمة كانت تعتزم الاستيلاء على المدينة وإعلان إمارة داعشية فيها، وأكد الصيد أنه تم العثور على كميات كبيرة وضخمة ونوعية من الأسلحة، في ثلاثة مخابئ، كما تم العثور على شاحنة محملة بالأسلحة في أحد أطراف المدينة.وعاد الصيد إلى تفاصيل الهجوم، وقال إن “عناصر المجموعة المهاجمة كان يبلغ 50 تقريبا، أغلبهم تونسيون، ونتوقع أن يكون بعضهم أجانب، والهجوم بدأ على الخامسة صباحا، بإشارة من مسجد قرب مركز أمني، وكانت الإشارة تعني بدء هجوم متزامن استهدف مركزين للأمن وثكنة للجيش، مؤكدا أن الهجوم أسفر عن مقتل 36 إرهابيا واعتقال سبعة آخرين”، إضافة إلى إرهابيين سلما نفسيهما إلى قوات الأمن بعد الندوة، واستشهاد 12 عنصرا من الجيش والأمن والجمارك والأمن الداخلي والحرس الوطني، إضافة إلى سبعة مدنيين. وأعلن أن الأبحاث والتحريات الأولى التي توصلت إليها أجهزة الأمن بعد التحقيق مع الإرهابيين السبعة المعتقلين، سمحت بكشف مخابئ الأسلحة.ولفت رئيس الحكومة التونسية إلى أن سكان مدينة بن قردان لعبوا دورا بارزا في صد الهجوم الإرهابي، وقال “انتصرنا على الإرهاب وستكون لهذه المعركة انعكاسات هامه على معنويات قوات الأمن والجيش التونسي وكسر شوكة الإرهاب”، وأضاف “أمس عرف الإرهابيون أن تونس لن تكون فسحة للإرهابيين وليس من السهولة إعلان إمارة إسلامية في بن قردان”، وأضاف “المجموعة المهاجمة في بن قردان كانت تعتقد أنها تستطيع إقامة إمارة إسلامية، وكانت تعتقد أن سكان المدينة سيكونون معهم”، وردا عن سؤال ما إذا كانت هناك إخلالات استخباراتية سمحت للمجموعة المسلحة بالوصول الى قلب مدينة بن قردان بكامل ذلك العدد والعدة، قال الصيد إنه يقر بالنجاح في صد الهجوم الإرهابي، لكن ذلك لا يجعلنا نغفل عن بعض النقائص، خاصة وأن الأجهزة الأمنية كانت تحوز مسبقا على معلومات بتواجد عناصر إرهابية في بن قردان، والتحضير لهجوم في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن هذه المعلومات هي التي سمحت بالتواجد المكثف لقوات الجيش والأمن في بن قردان قبيل الهجوم.وكشف الصيد أن قوات الأمن والجيش التونسية قتلت 49 إرهابيا، منذ شهر فيفري الماضي، بينهم 31 إرهابيا من أخطر الإرهابيين، مشيرا إلى وجود تعاون متين بين تونس وشركائها لتكثيف مراقبة الحدود، خاصة الجزائر وليبيا، لكنه شدد على رفض تونس وجود أي قوات عسكرية لأي غرض قتالي على أراضيها.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات