38serv
يدافع الشاب يزيد عن اختياره وقراره العزوف عن الغناء للكبار والتوجه إلى خدمة الطفل، من خلال الغناء والعمل الإعلامي والخيري. وقال الشاب يزيد في حوار مع “الخبر” إن هذا القرار “جريء وصعب”، لكنه لا يقلل من احترامه وحبه للمرأة الجزائرية التي رافقها “بكل فخر” لمدة 20 عاما من خلال إحياء حفلات لها في عيدها السنوي.- “عملت مجانا على إسعاد المرأة الجزائرية الفقيرة” -“المرأة الجزائرية مكبوتة ومغلوبة على أمرها”- “قاعة حرشة لم تمتلئ إلا في حفلات الشاب يزيد وتجمعات الفيس”لماذا قررت التوقف عن الغناء للمرأة؟ ألم تعد المرأة تستحق الغناء لها؟ لم أقصد أنني أقاطع الغناء للمرأة، بل أقصد الكبار بشكل عام، ففي نهاية الأمر المرأة هي الأم والأخت والعمة، هي الأسرة التي ترافق الطفل إلى الحفلات التي سأحييها مستقبلا. لن أتوقف عن الغناء ولن أعتزل، لا أريد فقط أن أكسر صورة المربي الذي يقدم برنامجا للأطفال “عمو يزيد”. اليوم أجد نفسي بيداغوجيا مع هذا البرنامج، ولا يجب أن أتناقض بين الدور التربوي والفني، لهذا قررت اتخاذ هذا القرار الصعب والجريء والخطير والشجاع بالامتناع عن الغناء للكبار. أتلقى رسائل من الأطفال للمشاركة معي في البرنامج، أزيد من 20 ألف طفل راسلني من أجل الحصة وهذا واجبي أمامهم.الانتقال للغناء للأطفال قد يفسر أيضا بسبب الفشل في بناء مشوار فني كبير؟ المؤشر الوحيد هو الجمهور، والإقبال على حفلات الشاب يزيد خلال مساره المهني منذ تسعينات القرن الماضي هو الجواب، لدي جمهور. أما مسألة الغناء للأطفال وربط ذلك بالكلمات، فأستطيع القول إن جميع أغاني الشاب يزيد ملتزمة ولم أقدم يوما أغنية خادشة للحياء، فأنا لا أستطيع أداء أغان لا يمكنني غناؤها أمام عائلتي، هذه شخصيتي ومبادئي منذ البداية التي عرفني وأحبني بها الناس، والفرق اليوم أنني قررت الاهتمام بمجال الطفل المهمش. لا يعقل أنه لا يوجد في الجزائر مهرجان لأغنية الطفل، مواضيع الأطفال هي الأمانة والصداقة والحب “حب الوطن والأسرة”. لقد سجلت 50 أغنية للأطفال هذا العام، وسيتم طرحها في السوق خلال الصيف.القول إنك “هلال 8 مارس” بالنسبة للبعض “سخرية”، هل يزعجك ذلك؟أتقبل النقد الموضوعي، كفنان أنا أرسم البسمة والبهجة وهدفي إسعاد الناس، أن ينسب لي كفاح المرأة ويومها العالمي هذا فخر لي وشرف عظيم. هذه المصطلحات “هلال 8 مارس” بدأت عام 2005، وأطلقها من لا يعرف وضعية المرأة سنوات العشرية السوداء، وأنا أغني منذ عشرين عاما مجانا للمرأة وفخور بذلك. واجهت عقبات كثيرة خلال سنوات العشرية السوداء، حيث كنت أغني في سيدي موسى والأخضرية وأحاول تقديم صورة جميلة عن الفن والأغنية الجزائرية.كيف تتذكر أول حفل غنيت فيه للمرأة الجزائرية؟ لم أغن للمرأة من أجل الشهرة، فقد أحييت أول حفل لعيد المرأة يوم 8 مارس 1997 بقاعة ابن خلدون، ومن يتذكر سنوات التسعينات يعرف أن الشاب يزيد كان معروفا قبلها. صحيح الحفل كان فارقا في مساري، ولم أكن أتوقع له كل ذلك النجاح، أتذكر أن النساء جئن بالمئات للحفل، لقد وصل عددهن من قاعة ابن خلدون حتى نفق أودان، حشد كبير لم يكن متوقعا وهذا الحفل كان سببا في إطلاق ألبوم “صبري صبري” ولم أكن أفكر في تكرار حفلة 8 مارس إلا بعد هذا النجاح.ما الذي استفدته من الغناء في حفلات 8 مارس كل عام؟ لم أستفد ماديا، بل العكس كنت أدفع من جيبي كل سنة من أجل إحياء حفلة عيد المرأة تقديرا لها واحتراما للأمهات، وهذا الأمر ليس له ثمن، والعائلة الجزائرية استوعبت التقدير وأجد احترامها لي، وقد وقفت لمدة 20 سنة من أجل إسعاد المرأة الجزائرية التي كانت تعاني كثيرا خصوصا من الطبقة الاجتماعية البسيطة. جمهور الشاب يزيد في الحفلات هن النساء الفقيرات من العائلات التي لا تستطيع دفع ثمن تذكرة الحافلة، في الجزائر لا يوجد حفلات مجانية لهن.كيف تجد المرأة الجزائرية اليوم؟المرأة الجزائرية مكبوتة مغلوب على أمرها، يجب أن تتغير وضعية المرأة وهذه الأمور لا يمكن تصحيحها إلا من خلال النقاش، فالمرأة كانت تأتي للحفلات بحثا عن التحرر والسعادة. ومن المواقف الطريفة التي أتذكرها، أن الشرطي عمي أحمد الشهير قال لي عام 2000 إن قاعة حرشة لم تمتلئ إلا في حفلات الشاب يزيد ومع تجمعات جبهة “الفيس”. ومن الأغاني التي تحبها المرأة أغنية “أعطاتني هدية، دارو السحور، نصيرة”.من هي المرأة القريبة إلى الشاب يزيد اليوم؟ والدتي طبعا التي كبرت معها بالحنان والحب، وأخواتي الخمس، فأنا الولد الوحيد في أسرة بها خمس بنات وهذا منحني الحنان. اليوم المرأة الأقرب إلى قلبي هي ابنتى رانية، يمكنني القول إن المرأة هي في حياة كل إنسان ولها دور مهم لا بد أن لا نتجاهله سواء في الأسرة، العمل، المجتمع، العنصر النسوي في أي مكان يصنع البهجة ويدفع نحو الإبداع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات