+ -

هناك خلط بخصوص نزول سيّدنا المهدي، فهل هو المسيح عليه السّلام؟ إنّ التّصديق بما أخبر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أمور الغيب واجبٌ علينا حتّى تكون عقيدتنا صحيحة سليمة. والمهدي المنتظر رجل أخبرنا عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أحاديث ذكر العلماء أنّها بلغت درجة التواتر. روى البخاري في صحيحه في باب نزول عيسى بن مريم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم” أخرجه البخاري ومسلم، ويقصد بالإمام في قوله “إمامكم منكم” المهدي. وعليه، فإنّ المهدي المنتظر ليس هو عيسى عليه السّلام، وإنّما هو رجل منتَظَر في وقت نزول عيسى عليه السّلام. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صلّ بنا فيقول: لا إنّ بعضهم أمير بعض تكرمةُ الله لهذه الأمّة” رواه مسلم بنحوه. وأخرج ابن ماجه عن سعيد بن المسيّب رضي الله عنه قال: كنّا عند أمّ سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “المهدي من ولد فاطمة” رواه ابن ماجه. والله أعلم.ما حكم تمنّي المرء للموت بعد إصابته بمصيبة؟ نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تمنّي الموت حيث قال: “لا يتمنّى أحدكم الموت، إمّا مُحسنًا فلعلّه يزداد، وإمّا مسيئًا فلعلّه يستعتب” أخرجه البخاري.وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يتمنّيَنّ أحدكم الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا بدّ متمنّيًا فليقل: اللّهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي” أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يتمنّى أحدكم الموت، ولا يَدْعُ به من قبل أن يأتيه، إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنّه لا يزيد المؤمن عمرُه إلاّ خيرًا” أخرجه مسلم. أماّ المصائب الّتي تواجه المؤمن في بدنه أو ماله أو أهله، فعليه أن يتجاوزها بالرِّضا والصّبر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمرَه كلّه له خير، إنْ أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلاّ للمؤمن” رواه مسلم. وقد ثبت في أحاديث كثيرة، أنّ المرض إذا أصاب العبد المؤمن كفّر الله عنه به خطاياه. فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “ما يُصيب المسلم من نَصَب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمٍّ حتّى الشّوكة يشاكها إلاّ كفَّر الله بها من خطاياه” أخرجه البخاري ومسلم، والوصب هو المرض. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلاّ حطَّ الله به من سيّئاته كما تحطّ الشّجرة ورقة” أخرجه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من مصيبة تصيب المسلم إلاّ كفّر الله بها عنه حتّى الشّوكة يشاكها” أخرجه البخاري ومسلم. والله الموفّق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات