ميزانيات لم تصنع أفلاما سينمائية في الجزائر منذ السبعينات

38serv

+ -

اعتبر الناقد السينمائي أحمد بجاوي أن واقع الإنتاج السينمائي هو فصل فقط من الإشكالية المطروحة في قطاع السينما الذي يدور في حلقة مغلقة منذ سنوات السبعينات، فيما أكد المخرج بلقاسم حجاج أن محترفي السينما في الجزائر تركوا هذا القطاع لغير أصحابه. ذكرت مديرة المركز الجزائري لتطوير السينما، شاهيناز محمدي، خلال افتتاح الملتقى الدولي للسينما الذي احتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، نهار أمس، أن الأفلام المنتجة في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سيتم تحديد تواريخ عرضها في المستقبل القريب، حيث ستحظى قسنطينة بالعروض الشرفية الأولى. وقالت المتحدثة إن المركز الوطني لتطوير السينما الذي تقرر إنشاؤه سنة 2010 وبدأ نشاطه الفعلي مع بداية تظاهرة قسنطينة 2015، يعمل على مواكبة النشاط السينمائي من خلال التمويل ومرافقة الأعمال المنتجة في إطار التظاهرات الدولية والعربية التي تحتضنها الجزائر، مع دعم الشباب السينمائيين في الحصول على منتج لإخراج أعمالهم، مؤكدة أنه من أهم الأهداف المسطّرة العمل على توزيع الفيلم الجزائري على مستوى الأسواق العالمية لإنعاش الجوانب المادية فيه وتشجيع السينمائيين الأجانب على التصوير في الجزائر، على غرار الدول الأجنبية والحصول على العملة الصعبة. وأكدت أن المركز يحاول إيجاد حل لتوزيع الأفلام الجزائرية أمام غياب قاعات السينما والعمل على إيجاد مراكز وأماكن للإنتاج وممارسة العمل السينمائي مع التخزين ورقمنة الأرشيف السينمائي، متحدثة عن ورشات تكوين للشباب السينمائيين والتقنيين نهاية 2016 وبداية 2017 للحصول على تكوين في مختلف التقنيات. وطرح المخرج بلقاسم حجاج، خلال مداخلته، عدة نقاط وصفها بالمستعجلة للعودة بالسينما داخل الوطن وتحديد الإشكال الحقيقي وراء تراجعها، وهذا في حال توفر عاملين وهما الجمهور وقاعات السينما، حيث اعتبر أهم نقطة غائبة هي تكوين التقنيين ومديري الإضاءة والتصوير، وهذا رغم وجود مدرسة برج الكيفان في العاصمة، التي قال إنها مرتبطة بالقيود البيروقراطية والإدارية وليس فيها حرية وتحتاج إلى ضبط حصيلة تكوينها، كون السينما لحد الساعة تعاني من ندرة في تقنيين ذوي مستوى، وقد اقترح ترتيب عمليات توأمة مع مدارس أجنبية أخرى، بتأطير من مدرسين لهم احترافية وتكوين يكون وفق مخطط تكوين مجموعات تكون فيه المتابعة قبل نيل الشهادة. وعن الإنتاج السينمائي، قال إن الاهتمام بالكم طغى على الكيف، وأصبح أي أحد يمكنه أن يكون مخرجا ومصوّرا ومنتجا وهو ما جعل الأفلام تعاني وغابت عنها الاحترافية، موضحا أنه يجب على الدولة خلق أفلام ناجحة بالتأكد من أن الميزانية المخصصة قد ذهبت في اتجاهها الحقيقي ومحاسبة أصحاب الأفلام الرديئة وفق ميكانيزمات محددة. وتطرق الناقد السينمائي أحمد بجاوي، من جهته، إلى قضية غلق قاعات السينما وعزوف الجمهور عن السينما، معتبرا أن الجمهور هو الحلقة الأهم في تطوير السينما والمساهمة في توفير دخل للفيلم، حيث إن السينما سنوات الستينات والسبعينات كانت ممولة من طرف الجمهور وليس الدولة، وأصبحت الآن في وضعية صعبة ومغلقة يصعب الخروج منها بسبب قرارات اتخذت آنذاك، ولغياب القاعات والتضييق على الموزعين وفي الحصول على إنتاج سينمائي مع الأجانب. وختم بجاوي يقول إن الدولة وضعت ميزانيات أكثر من أجل صنع الأفلام السينمائية في الجزائر، وهي الوضعية التي ستستمر مع الأزمة الاقتصادية الحالية وستجعل المخرج يسيّر نفسه من الأموال التي يملكها، متحدثا عن غياب محترفين من تقنيين ومخرجين يتم البحث عنهم في خارج الوطن، وأكد على ضرورة إيجاد البديل خاصة للشباب الذين عزفوا عن التلفزيون وتوجهوا إلى أجهزة الرقمنة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات