نقلت وسائل إعلام أجنبية جوانب “خفية” لم تنقلها وسائل الإعلام العمومي المحلية، خلال اللقاء الذي جمع بين وزير الداخلية، نور الدين بدوي، مع نظيره الألماني، توماس دي مزيار. فقد منح بدوي لدي مزيار موافقة السلطات العليا على الشروع في ترحيل المهاجرين الجزائريين من ألمانيا نحو الجزائر، خصوصا عقب إعلان حكومة أنجيلا ميركل تحمل كافة تكاليف النقل على متن شركة الطيران التجارية “برلين”.خلصت الحكومة الألمانية نظيرتها الجزائرية من أعباء تكاليف ترحيل المهاجرين الجزائريين نحو بلادهم، ولما ضمنت الجزائر هذه “المزية” أعطت بدورها الموافقة للسلطات الألمانية على البدء في عمليات الترحيل. فقد خاطب وزير الداخلية الألماني نظيره الجزائري، خلال زيارته الأسبوع الماضي للبلاد، قائلا: “نطلب منكم فقط مساعدة في إجراءات ترحيل مهاجريكم، واتركوا لنا تكاليف نقلهم التي ستكون على حسابنا وعلى متن شركة الخطوط التجارية “برلين”“. ويقدر عدد المعنيين بالترحيل بزيد من مليون مهاجر ينتمون إلى الجزائر والمغرب وتونس. وقال توماس دي مزيار، لدى زيارته الجزائر، إن “هذه الدول أصبحت آمنة وبالتالي أضحى ضروريا أن تستقبل المهاجرين”. وقد توصل دي مزيار مع نور الدين بدوي إلى اتفاق نهائي بتاريخ 29 فيفري الماضي، بشأن استقبال أعداد المهاجرين الجزائريين المرحلين.وتشمل عمليات الترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم احتمال الحصول على تصريح إقامة في التراب الألماني، وأيضا أولئك الذين دخلوا ألمانيا بطريقة غير شرعية لمدة فاقت السنة، والذين تم التوصل إليهم عن طريق تحقيقات اعتمدت بصمات الأصابع. وقد سبق للمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن تناولت نفس الموضوع مع الوزير الأول، عبد المالك سلال، عندما زار ألمانيا في جانفي الماضي. وصرح أن الجزائر مستعدة لاستقبال مهاجريها غير القانونيين، بشرط أن يتم التأكد بأنهم فعلا رعايا جزائريون. واشتكى الألمان في وقت سابق من “تلكؤ” السلطات الجزائرية بخصوص التجاوب مع طلبها استقبال مواطنيها الذين رفضت طلباتهم بخصوص الإقامة.بدوره، صرح بدوي، عقب لقائه بالوزير الألماني، أن الجزائر “تواجه أيضا ظاهرة الهجرة غير القانونية، وتعرف سياقا خاصا تميزه حدود تمتد على طول يفوق 800 كلم، يتعين مراقبتها وتأمينها”، يقصد موجات الهجرة من إفريقيا. وأضاف: “تتعرض الجزائر لضغط بالنظر للوضع الأمني السائد في البلدان المجاورة، ما يؤثر سلبا على الأمن والسلم في المنطقة”، مشيرا إلى أنه اتفق مع مزيار على “تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات وتعزيز التكوين في مجال الأمن، مع العمل على رفع علاقاتنا أكثر فأكثر في مجال الحفاظ على السلم والأمن في بلدينا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات