مقارنة الاستفتاء حول الاستقلال والاستفتاء حول استغلال الغاز الصخري في محلها ظاهريا، لأن الشعب سيقول لا لاستغلال الغاز الصخري، مثلما قال لا لبقاء الجزائر فرنسية، لكن في باطنها مختلفة، لأن النتائج التي سيعلنها الطيب بلعيز، في اليوم الموالي للاستفتاء، ستكون نعم لاستغلال الغاز الصخري، لأن اللجنة التي أشرفت على استفتاء 1962 كانت مشكلة من فرنسيين مع بقاء فرنسا وجزائريين مع استقلال الجزائر، ولهذا احتكموا إلى الصندوق، أما من يشرف على استفتاء استغلال الغاز الصخري من عدمه، فهم موظفو الإدارة، أو بالأحرى عمال الكلمات السهمية الذين يطبقون التعليمات مقابل “سوندويتش” و6000 دينار.وادي العثمانية أولا: موضوع سؤال استفتاء 1962 حول استقلال الجزائر كان نصه: هل تريد أن تكون الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب اتفاقيات إيفيان؟ لا أو نعمǃسؤال الغاز الصخري سيكون: هل تريد أن تستغل سوناطراك الغاز الصخري بالتعاون مع طوطال”؟ نعم أو لاǃوواضح أن الرئيس بوتفليقة عندما عدّل الدستور سنة 2008 رشى الشعب والنواب بالأمازيغية لغة وطنية مقابل فتح العهدات له ليترشح لعهدة ثالثة.. وعندما استفتى الشعب الجزائري حول المصالحة الوطنية صاغ السؤال الموجه للشعب بطريقة تجعله يختار بين المصالحة والحربǃوالأكيد أن استفتاء الغاز الصخري سيخيّرنا بين الجوع والمرض؟ǃثانيا: التزوير أصبح سمة الحكم في الجزائر.. ومنذ أيام خطا التزوير خطوة جديدة من برلمان الحفافات المزور، عند المصادقة على تعديلات قانون العقوبات التي تخص حماية المرأة.. فلم يجد رئيس الجلسة التصويتية في البرلمان النصاب من النواب فعمد إلى ملء المقاعد بالموظفين والموظفات بالمجلس في عملية تزويرية هي الثانية من نوعها..وهنا تطرح مسألة رقابة المجلس الدستوري على سلامة التصويت على القوانينǃ أم أن المجلس الدستوري لا يرى ما رأته الصحافة وكل الذين حضروا الجلسة؟ǃلا يمكن أن يتصور أحد أن التزوير يمتد حتى إلى تزوير مواقف البرلمان المزور بهذه الطريقة؟ǃ هل بعد هذا يمكن أن نتحدث عن مؤسسات شرعية يدافع عنها بن صالح وسعداني وجماعة الرئيس.. والحكومة؟ǃلقد اهتز وانتفض وزير العدل لوح، لأن أحد النواب قال: إن الحكومة برمجت بتعديلات قانون العقوبات عملية تفكيك الأسرة.. واعتبر هذا القول غير مقبول وخطير.. لكن ماذا يقول الناس عندما يسمعون بأن الموافقة على هذا القانون تمت بتزوير التصويت عبر الاعتماد على موظفي البرلمان وليس النواب؟ǃفعلا البلد أصبح يعيش الفراغ في كل المؤسسات، وليس الرئاسة وحدها أو الحكومة أو البرلمان أو قيادات الأحزاب الحاكمة.. إنها محنة تواجه البلاد ولا بن بوالعيد لها؟ǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات