سعداني يتصرف باسم الأفالان كقاطع طريق أمام شريكه في الحكم أويحيى ويمنعه من الوصول إلى الحكومة! هكذا قال.. تماما مثلما قال سعدي ذات يوم في التلفزة لعباسي مدني “لن نترككم تصلون إلى الحكم..”، عقلية قطّاع الطرق لم تتغير؟!نفس المنطق قاله رئيس مجلس الأمة والشخصية الثانية في الدولة عبد القادر بن صالح.. حيث قال إنه لن يترك المعارضة تسرح وتمرح في البلاد! أي أنه سيقطع عليها الطريق!الرئيس ورجال الرئيس وأحزاب الرئيس تقول أو قالت قبل المصادقة على تعديل الدستور إن الرئيس سيعطي بالدستور المعارضة مالا تحلم به! ومعنى هذا الكلام أن الرئيس يفكر في إطلاق سراح العمل السياسي حتى تقوم المعارضة بدورها في الحياة السياسية، وهذا هو محتوى الدولة المدنية.. لكن الآن، من نصدق رجال الرئيس الذين تحدثوا باسم الرئيس عبر أحزابهم، أم بن صالح الشخصية الثانية في السلطة الذي يصرح بما يتعارض مع توجيهات الرئيس الدستورية؟! هل تحول بن صالح إلى “قاطع طريق” جديد على المعارضة السياسية؟! ومن هو هذا الذي يمنع على الناس ممارسة السياسة في البلاد.. وهو كل شرعيته أنه عيّن بمرسوم رئاسي لا يساوي من حيث الشرعية ثمن الحبر الذي كتب به؟!تسيير البلاد بعقلية قطّاع الطرق هو الذي سيجر البلاد إلى ما حدث في ليبيا وفي سوريا واليمن، وليس ممارسة المعارضة لنشاطها السياسي المشروع.لو كانت الدولة دولة لقامت المعارضة برفع دعوى قضائية ضد بن صالح لتجريده من رئاسة مجلس الأمة بسبب تصريحاته المضادة للدستور! الدستور يضمن الحرية للمعارضة وبن صالح يقوم بعملية مصادرتها.. لكن الدستور حتى الآن لم يصدر وبن صالح يعارضه بإرادة الرئيس قبل أن يصدره الرئيس نفسه! هل ما قاله بن صالح هو توجيهات الرئيس.. أم هي مزايدة على زملائه في “الشيتة” للرئيس حتى ولو كانت هذه “الشيتة” تضر بالرئيس؟!ألم أقل لكم إن البرنامج الوطني الرئاسي لـ”الشيتة” قد أصابه الهزال وأصبح تحت المستوى المطلوب لممارسة “الشيتة” السياسية، فالتنافس على “الشيتة” السياسية دون إبداع فيها جعلها “شيتة” مبتذلة ومضادة حتى لبرنامج الرئيس الوهمي!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات