+ -

 في انتظار ما ستخرج به القمة الأوروبية الاستثنائية لدول الأعضاء في اجتماعها المقرر هذا الاثنين، بمشاركة تركيا، بغية إيجاد حلول سريعة لأزمة اللاجئين التي زادت حدتها مطلع هذا العام 3 أضعاف السنة الماضية، يبدو أن غياب التضامن بين الدول الأوروبية أصبح يمثل الحلقة المفقودة اليوم في البحث عن حلول لأزمة الفارين من الحرب. والظاهر أن أوروبا لم تحفظ دروس المآسي التي مرت على اللاجئين في 2015، ضاربة بذلك سياسة اللجوء الأوروبية المشتركة عرض الحائط، حيث اكتفت كل دولة بإلقاء المسؤولية على دولة أخرى، وأصبحت كل دولة تردد ما يقال في المثل بالعامية “تخطي راسي وتفوت”، وأوروبا تقول “تخطي بلادي وتفوت”، إذ غابت الإنسانية أمام قسوة المعاملة ومرارة اللجوء، وسط تشتت الدول الأعضاء حول نظام الحصص، كما أن انهيار الوضع جعل فضاء “شنغن” على المحك، وتحولت الأزمة إلى كارثة إنسانية عظمى لم يُعرف لها نظير منذ الحرب العالمية الثانية.  وحسب آخر تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين الذين التحقوا بأوروبا إلى غاية الفاتح مارس 2016 بلغ 130 ألف لاجئ، هلك منهم 410، من بينهم العشرات من الأطفال، بعدما فاق عددهم 1.1 مليون لاجئ، لقي 3 آلاف منهم حتفهم سنة 2015فرنسا: فرضت قيودا على حدودها بذريعة الخوف من تسلل الإرهاب، بعد الهجمات الأخيرة شهر نوفمبر 2015، وهي اليوم عاجزة أمام أزمة منطقة “كاليه”، وشرعت في ترحيل الجزء الجنوبي فيه وسط اندلاع أعمال شغب بين مؤيد ومعارض، بل وحتى سياسة استقبالها للاجئين أصبحت مرهونة بالانتخابات الرئاسية 2017، وصارت الضغوط الانتخابية في خطاب اليمين المتطرف وسياسته القائمة على الخوف وكراهية الأجانب ضد استقبال اللاجئين.بلجيكا: فاجأت جارتها فرنسا بتعزيزها إجراءاتها الأمنية وتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش عند الحدود للسيارات دون استثناء، خوفا من تسلل مهاجري ولاجئي كاليه إلى أراضيها.ألمانيا: تميزت بسياسة ترحيب لا مثيل لها بين الدول الأعضاء سنة 2015، باستقبالها الغالبيةَ الكبرى للاجئين، لكنها بدأت بفرض رقابة على حدودها مع الدانمارك مطلع 2016 خوفا من زيادة تدفق اللاجئين مجددا.الدانمارك: بعد فرض قيود على حدودها، ذهبت إلى أفظع من ذلك، بسن قانون يقضي بمصادرة مجوهرات وممتلكات اللاجئين من أجل تغطية المصاريف التي تنفقها الدولة عليهم.اليونان: تتخوف من تفاقم الوضع وتحذر من زيادة الوضع الكارثي الذي تضاعف 4 مرات مقارنة السنة الماضية، وأطلقت صفارة الإنذار طالبة المساعدة في تخفيف عبء الأزمة، خاصة بعد تسجيلها وصول 120565 لاجئ مع مطلع السنة الجديدة.إيطاليا: طلبت هي الأخرى المساعدة أمام تهرب نظيراتها من المسؤولية وإلقائها على اليونان وإيطاليا، إذ سجلت منذ شهر جانفي وصول 9007 لاجئ إلى سواحلها.إسبانيا: لم تحرك ساكنا لأن سواحلها استقبلت 458 مهاجر غير شرعي فقط أغلبهم من شمال إفريقيا.مقدونيا: تواجه اللاجئين بغازات مسيلة للدموع، غير مبالية بإصابتها الأطفال والنساء والحوامل دون أي شفقة أو رحمة، غير مكترثة لصراخهم وعويلهم ودموعهم الفياضة التي تذيب الصخر.صربيا وكرواتيا وسلوفينيا: حددت عدد عبور لا يتجاوز 500 لاجئ في اليوم، يتعلق بـ3 جنسيات فقط: سوريا، العراق وأفغانستان.المجر: رئيسها “رب الأزمة” من الأساس، عقب إنجازه في سبتمبر 2015 سياجا شائكا عبارة عن جدار مانع لعبور اللاجئين، متسببا في خنق حرية تنقل الأوروبيين داخل فضاء شنغن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات