الله المبارك الّذي ينظر إلى نيتي وجهدي علم أنّي بذلتُ كلّ ما عندي ويبارك لي فعلي فأنجح ببركته، بعد أن أدّيت ما عليّ.إن ثورة الجزائر حقيقة ضحّت وقدّمت أمواجًا من الدم، والله لولا بركات الله عليها ما وصلت إلى التّحرير، لكن الله بترشيده ويده الهامية بالخير، بارك الجهد، وطوت الثورة المسافة الطويلة وجعلت الأعداء يتخاذلون، وكان أن نجح هذا الكفاح، ونحن من شكرنا لله أن نقيم بلدنا على الوفاء لدينه، وعلى الاهتمام بهذا الدّين والمشي تحت لواء صاحب الرسالة العظمى محمّد صلّى الله عليه وسلّم، هذا جانب، والجانب الثاني يجسمه قول الله تعالى: “وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ”... ولا شكّ أنّ شرف الجزائر هو أن تقوم فيها جامعة إسلامية لأنّ الجزائر لم تكن القطر المحدود بل ستكون صاحبة التيار الّذي يملأ ليس إفريقيا وحدها، بل حوض البحر الأبيض المتوسط كلّه.والعقل الجزائري نيّر، والنّفس الجزائرية فيها طبائع تخدم الحقّ، إنّني أحترم الإنسان الّذي إذا صدق عقله صدقت عاطفته معه، أي أنّه إذا وجد ما يحبّ أقبل عليه بكيانه كلّه، والجزائريون من هذا النّوع، وهم إذا تمحضوا لشيء سبقوا غيرهم فيه، وإذا قرّروا أن يخدموا الإسلام، فإنّ هذا القرار يدخل بهم التاريخ من أوسع الأبواب. والحقيقة أنّ الأمور يرسمها القدر الأعلى ويختار لها الرجال الّذين يضطلعون بها. إنّه من يوم أن بدأ الملتقى الفكري الإسلامي هنا، شعرتُ أنّ هذا يوم له ما بعده أو هذا ملتقى له آثار، وحقيقة الآثار هنا واضحة، وبعدئذ قد يجري الله الخير على مَن يختار من الرجال ويضع خيره حيث يحبّ.فكون رئيس الجمهورية الجزائرية الشاذلي بن جديد يُلهَم، أن يدعم الإسلام بما أوتي من جهد، وأنّ الّذي أتى إبراهيم رُشده، وقال: “وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ”، كذلك أعطى الرئيس الشاذلي بن جديد رُشده وجعله يمضي في طريق النّبوات ويقرّر أن يجعل الثورة الجزائرية تصطلح مع المنطق الّذي بدأت منه، والهدف الّذي سارت إليه فيُقرّر استعجال ما كان في ضميرها أو ممّا كان في كيانها ويعلن أنّه آن الأوان، لأن نكون مسلمين فتغرس قيمنا ونحيي تاريخنا ونجعل من الجزائر قلبًا وعقلاً، ضميرًا وتفكيرًا أمّة مسلمة حقًّا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات