حثّ القرآن الكريم على النّظر في الكون، والتأمّل في آياته ونوامسه ونظامه، والتفقّه في كلّ من كتاب الله المقروء وهو القرآن الكريم وكتابه المنظور وهو الكون الفسيح الذي نشاهده أينما وجّهنا أبصارنا إلى أيّ اتجاه.وقد اتّجه بعض المفسّرين للقرآن الكريم اتّجاهًا علميًا متخصّصًا في تفسير الآيات العلمية والكونية ومنهم الفخر الرّازي في تفسيره الكبير والشّيخ طنطاوي جوهري في تفسيره “الجواهر” الّذي تناول فيه استعراضًا شاملاً لعلوم الكون وطبقات الأرض والكائنات الحيّة والظّواهر الفلكية، والإمام الشّهيد سيّد قطب في “ظلال القرآن”، وكذلك الشّيخ حنفي أحمد في كتابه “التّفسير العلمي للآيات الكونية”، والدكتور عبد الله شحاته في كتابه “تفسير الآيات الكونية” وغيرهم كثير ممّن هداهم الله سبحانه وتعالى إلى توسيع مدلول الآيات القرآنية وما ورد فيها من إشارات كونية عظيمة، نحن في أشدّ الاحتياج إلى فهم أسرارها والاستفادة منها. وللمسلم أن يفخر بدينه الّذي قدّم له الكون كما يقول العلم الحديث، كُلاًّ متكاملاً، لا ممزّقًا ولا منفصلاً، ولقد كان الإسلام في تكامل نظرته إلى الكون أكثر تكاملاً من العِلم الحديث ذاته، الّذي نظر إلى جزئيات الكون منفصلة، بينما نظر إليها الإسلام متّصلة في النهاية، بالله سبحـانه وتعالى على قمّة النّظام الكوني كلّه ومنسجمة مع القانون الإلهي العام الأعظم للكون. وإلى هذه الآيات القرآنية والكونية يشير الإمام عبد الواحد بن عاشر رحمه الله في منظومته فيقول:أوّل واجب على مَن كُلِّفَا ممكنًا مِن نَظَرِ أن يَعْرِفَااللهَ والرُّسلَ بالصِّفات ممّا عليه نصب الآيات
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات