بن لادن خطط لهدنة مع موريتانيا حتى يتفرغ للجزائر

38serv

+ -

كشفت الحكومة الأمريكية عن مضمون وثائق لزعيم القاعدة سابقا، أسامة بن لادن، تتعلق بمسعى أجراه قبل مقتله لعقد “اتفاق سلام” مع السلطات الموريتانية، ليتفرغ لتنشيط العناصر التي تتبع له بالجزائر. نشرت وكالة الأنباء البريطانية، “رويترز”، أمس، محتوى بعض الوثائق التي قرر الرئيس باراك أوباما شخصيا وضعها في متناول الرأي العام في العالم، “توخيا للشفافية” بخصوص السياسة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية مع شبكة القاعدة وزعيمها السابق. وهي عبارة عن أغراض عثرت عليها القوات الأمريكية الخاصة، في البيت الذي اقتحمته بباكستان يوم 0 ماي 2011، لقتل زعيم تنظيم القاعدة.ويفيد محتوى الوثائق الخاصة ببن لادن، بأن مسؤولي التنظيم أعدوا في 2010،مخططا لإقامة “هدنة” مع موريتانيا يتكفل بها فرع شمال إفريقيا، “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، وتسمح بوقف كل نشاط عسكري للتنظيم في موريتانيا ولمدة عام، مع إمكانية تجدده. أما المنفعة التي تجنيها موريتانيا من وراء الاتفاق المفترض، هي أنها تقي نفسها من ضربات التنظيم ولكن أيضا تخلي سبيل كل جهاديي القاعدة المحتجزين لديها. وأكثر من هذا، تدفع ما بين 11 مليونا و22 مليون دولار للتنظيم لثنيه عن اختطاف السياح بموريتانيا.وتتحدث الوثائق عن “إتاحة الفرصة للقاعدة بوضع كوادرها في قواعد خلفية آمنة هناك (موريتانيا) بفضل الهدنة مع الحكومة”، وهو ما سيسمح للتنظيم بـ”التركيز على الجزائر” في مرحلة لاحقة.وتنقل “رويترز” عن “مسؤولين بارزين في الاستعلامات الأمريكية، سبق أن تعاملوا، حسبها، مع مثل هذا النوع من المستندات، أنهم لا يستبعدون دخول القاعدة في اتصالات مع أشخاص في موريتانيا، لعقد هدنة مع الحكومة. وسبق للقاعدة المغاربية، وفرعها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، أن نفذت أعمال اختطاف عديدة بموريتانيا بين 2007 و2010.ونفى الحسين ولد ناجي، مستشار الرئيس الموريتاني، وجود صلات بين الحكومة ومنظمة أسامة بن لادن بما في ذلك موضوع “اتفاق الهدنة”. وقال: “كنا دوما ضد دفع الفدية وتمويل الإرهاب بطريقة غير مباشرة، وبالتالي لم يكن هناك أبدا اتفاق سري بيننا وبين هؤلاء الناس”.وعلى عكس هذا الطرح، رجحت أولغا بوغوراد، متخصصة مستقلة في الشؤون الأمنية، فرضية “أن تكون موريتانيا تؤدي دورا مزدوجا. فمن جهة تجري اتفاقا مع القاعدة لتحييد أراضيها عن الأعمال الإرهابية، وفي نفس الوقت تشارك في جهود مكافحة الإرهاب حتى لا تتعرض للانتقاد وتستفيد من التضامن (الدولي) معها ضد الإرهاب”.ولاحظ محرر مقال “رويترز” أنه على خلاف مالي والجزائر، ظلت موريتانيا بمنأى نسبيا عن اعتداءات القاعدة المغاربية في السنوات الأخيرة، وبخاصة منذ 2011. وأشار إلى أن النظام الموريتاني تعرض لانتقاد شديد، بعد الإفراج عن الناطق باسم جماعة أنصار الدين، العام الماضي، وهو سنده ولد بو عمامة الذي اعتقله الجيش الموريتاني عام 2013 في شمال مالي، في سياق الحملة العسكرية الفرنسية “القط المتوحش”. وأشيع بأن الإفراج عن الجهادي تم بعد وساطات قبلية وتعهدات منه بعدم المساس بأمن موريتانيا، والابتعاد عن التنظيمات الجهادية المتشددة في شمال مالي.وقد أحصت أجهزة الأمن الأمريكية 113 وثيقة، حجزتها بالبيت حيث كان بن لادن لاجئا. وفي كثير منها، تبين أن الملياردير السعودي من أصل يمني، كان يخطط لضرب الاقتصاد الأمريكي. كما تعطي الوثائق، حسب الحكومة الأمريكية، نظرة عن العلاقة بين المتطرفين في البلدان التي ينشطون بها. ويتناول بعض الوثائق اهتمام بن لادن بربط اتصالات مع فئات شبانية ببلدان، يذكر منها ليبيا والعراق وتونس، بغرض توسيع رقعة نشاط القاعدة.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات