+ -

قرّر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التفاوض بمفرده مع شركة “سبور فايف”، بشأن بيع حقوق مباريات المنتخب الجزائري، خلال تصفيات مونديال روسيا 2018، دون إشراك الهيئة الكروية القارية في ذلك. تراجع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن الاتفاق السابق مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بخصوص منح الهيئة الكروية القارية سلطة التفاوض مع “سبور فايف” المالك الحصري لحقوق بث مباريات تصفيات مونديال روسيا 2018، في ردّ فعل على إعلان عيسى حياتو الحرب عليه، وتجسّد في “سرقة” حق الجزائر في استضافة “كان 2017”.الحرب التي أعلنها الكامروني عيسى حياتو على محمّد روراوة قبل نحو سنة، جعلت رئيس “الفاف” ينتهج سياسة جديدة في تعامله مع رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ولم يكن رفض روراوة تبنّي خيار حياتو بمساندة الشيخ سلمان في انتخابات “الفيفا” أول مؤشرات ردّة فعل رئيس “الفاف” نحو حياتو، إنما سبق ذلك عدة إجراءات قام بها روراوة حتى يوجّه رسائل مشفّرة للكامروني والتأكيد له بأن الحرب بينهما ما هي إلاّ في بدايتها.ولم يدخّر محمّد روراوة، عقب منح حياتو شرف تنظيم “كان 2017” للغابون، وحرمانه الجزائر قبل ذلك من تنظيم إحدى الدورتين في 2019 و2021، وإقدامه (حياتو) على منح غينيا حق تنظيم “كان 2023” دون فتح أصلا الترشيحات للدورة، أي جهد لمهاجمة حياتو، من خلال إعلانه التراجع عن الاتفاق المبرم سابقا بين كل الاتحادات الإفريقية و«الكاف”، حين كانت العلاقة بين روراوة وحياتو على ما يرام، والذي يقضي بجعل الهيئة الكروية الإفريقية تتفاوض باسم كل الاتحادات مع “سبور فايف” من أجل بيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات المنتخبات الإفريقية ضمن تصفيات المونديال، والتي تنازلت عنها “الفيفا” لكل الاتحادات حتى تمكّنها من الاستفادة ماليا، على أن تبقى مباريات الدورات النهائية حقا للهيئة الكروية الدولية للتفاوض بشأنها.وحسب مصدرنا، فإن روراوة الذي لم يعارض في البداية مطلب حياتو الذي برّره بحرصه على جعل “سبور فايف” مرغمة على شراء كل مباريات المنتخبات الإفريقية، حتى تلك المصنّفة صغيرة ولا تضمن بالضرورة نسبة مشاهدة كبيرة، من باب حرص حياتو على جعل الاتحادات الإفريقية متضامنة مع بعضها البعض، حين يتم تقسيم العائدات المالية عليها بالتساوي، أشعر حياتو بأن الاتحادية الجزائرية ستتفاوض بمفردها مع “سبور فايف” بخصوص مبارياتها، مبررا ذلك بأن الجزائر تضرّرت كثيرا بسبب قضية نقل مباراة بوركينا فاسو التي أدخلتها في مشاكل مع “بيين سبورت”، قبل أن تنتهج اتحادية جنوب إفريقيا نفس الطريق، وتنقض الاتفاق مع “الكاف”.اقتراح حياتو بيع حقوق بث مباريات المنتخبات الإفريقية دون مباريات الجزائر وجنوب إفريقيا جعل “سبور فايف” ترفض تسديد القيمة المالية المتفق عليها مسبقا، مبررة ذلك بأن عدم وجود مباريات المنتخب الجزائري، يجعل الاقتراح من دون قيمة، واقترحت “سبور فايف” على “الكاف” بعد خروج الجزائر وجنوب إفريقيا، مقابلا ماليا زهيدا جدا، ما صدم عيسى حياتو الذي فهم رسالة روراوة ومفادها أن الجزائر تزن ذهبا بقيمة منتخبها وبوزن اتحاديتها أيضا، ليس على الصعيد القاري فقط، وإنما على الصعيد العالمي.وجسّد رئيس “الفاف” موقفه المعادي لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من خلال نشر صوره على الموقع الرسمي لـ«الفاف” برفقة الرئيس الجديد لـ«الفيفا” جياني أنفانتينو، بعدما كان روراوة إحدى الشخصيات التي ارتكز عليها أنفانتينو لـ«كسر” هيمنة حياتو على أصوات إفريقيا الأربعة والخمسين، ما يُنذر بنهاية قريبة للكامروني الذي سيجد نفسه، خلال الجمعية الانتخابية في 2017، دون حجج ودون ثقل لجعل الأفارقة يصوّتون عليه من جديد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات