"لا نفوذ لسعدي في الأرسيدي ونضال آيت حمودة انتهى في 2012"

38serv

+ -

يرى محسن بلعباس، رئيس الأرسيدي، أن انتقادات نور الدين آيت حمودة للحزب ورئيسه السابق، “لا تعدو كونها تعبيرا عن مشاكل شخصية”. وقال في مقابلة مع “الخبر”، إن سعدي لا يملك أي نفوذ في الحزب حاليا، وأن تنسيقية الانتقال الديمقراطي مدعوة لإيجاد موازين قوى جديدة كي تفرض على السلطة التفاوض معها. وصف “معارضة الصالونات” فيه شيء من الحقيقةالأرسيدي يعيش أزمة داخلية. ما أسبابها؟ حزبنا لا يواجه أزمة بدليل الأنشطة الكثيرة التي ينجزها في الميدان. في شهر سبتمبر الماضي كنا الحزب الوحيد الذي نظم مسيرة حاشدة، للتنديد بقرار السلطة الخاص بالتقشف وبقانون المالية 2016. ولاحظت الصحافة الجموع الغفيرة التي تجاوبت مع النداء. وفي نوفمبر الماضي نظمنا جامعة صيفية لشباب الحزب، حضرها 500 شخص. نفس الشيء مع المهرجان الذي نظم في باب الوادي بالعاصمة مؤخرا. فقاعة الأطلس اكتظت بالجماهير، بالرغم من أن الظرف خال من أي رهان انتخابي. باختصار، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في صحة جيدة.القيادي نور الدين آيت حمودة يقول إن الأرسيدي “ارتمى في أحضان الإسلاميين”، وبأنه “تخلى عن طبيعته”. وقال إن الأرسيدي “تعرض للاختطاف”. أليس هذا مؤشرا على أزمة عميقة في الحزب، وبخاصة عندما يأتي على لسان شخص بارز في الحزب مثل ابن الشهيد عميروش؟ ما أعرفه في السياسة أن الأعمال والأفعال أهم من التصريحات، وبالتالي كل الأنشطة التي أنجزها الأرسيدي تشهد على أنه يفعل ولا يكتفي بالتصريحات. خلال عام 2015 نظمنا 7 مسيرات شعبية. صحة الأحزاب تقاس بمدى نجاح أعمالها وبقوة مواقفها، ومواقف حزبنا تتداولها كل أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية، والمقترحات التي يطرحها التجمع هي حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع.رأيتم مثلا أن طرح الأرسيدي بخصوص حل البوليس السياسي، أصبح يتقاسمه الجميع، نفس الشيء بالنسبة للكثير من الأطروحات كمشروع تعديل الدستور الذي طرحناه في 2013، وما تضمنه هذا المشروع تبنته أطراف كثيرة فيما بعد. بمثل هذه الأدوات نقيم أداء الحزب السياسي.ولكن اتهامات آيت حمودة خطيرة، وكلامه عن الرئيس السابق للحزب سعيد سعدي يوحي بأنه لا يزال هو الرئيس الفعلي، ما دام يقول إن إقصاءه من الحزب تم بأمر منه.. الشيء الذي ينبغي قوله هنا، إن نور الدين آيت حمودة ليس عضوا في قيادة الحزب. لا على مستوى الأمانة الوطنية ولا بالمجلس الوطني، ولا حتى بالهياكل الجهوية. آيت حمودة مناضل سابق في الحزب.أنت تنفي عنه صفة النضال؟ نعم، لأن آخر انخراط له في الحزب يعود إلى مؤتمر 2012، ومنذ هذا التاريخ لم يجدد بطاقة الانخراط، ما يعني أن صلته بالحزب انقطعت. آيت حمودة لديه مشكل شخصي مع مناضل في الأرسيدي، والمشاكل الشخصية لا تعالج داخل الحزب.وكلامه عن سعدي وصلاته بالمخابرات والجنرال توفيق، وملكيته فيلا منحت له من طرف المخابرات. هل هذا يعكس مشكلا شخصيا بين آيت حمودة وسعدي، أم هو مشكل نظامي داخل الحزب؟ سعدي لم يعد رئيسا للحزب منذ 2012، هو بنفسه قرر عدم الترشح لرئاسة الأرسيدي في المؤتمر. وأصبح مناضلا يجدد بطاقة الانخراط في جانفي من كل سنة.ابتعاده عن الرئاسة لا يعني بالضرورة أن نفوذه في الحزب زال. آيت حمودة يقول إن سعدي لا يزال صاحب الكلمة العليا في الأرسيدي.. سعدي يملك نفوذا على الرأي العام الوطني. هو شخصية وطنية لها تأثير في المجتمع، بدليل أن كل الصحافة تسعى إلى افتكاك مقابلات معه. إذن تحليلات سعدي ومقارباته ومنظوره بخصوص الأوضاع مسموعة، فطبيعي إذن أن يكون له تأثير على مناضل الأرسيدي. وفوق هذا، سعيد سعدي كاتب له مقروئية ويتأثر به القارئ سلبا أو إيجابا.أقصد أن يكون له نفوذ نظامي وليس أخلاقيا.. سعدي ليس له أي نفوذ لأنه غير متواجد بالهياكل التي تتخذ فيها القرارات. والقانون الأساسي للحزب يقول إن القرارات الهامة تتخذ على مستوى المجلس الوطني، وسعدي ليس عضوا بهذه الهيئة.هل تعرف رأي سعدي فيما قاله عنه رفيقه سابقا آيت حمودة؟ لم أبحث عن رأي سعدي في هذا الموضوع.هل حدثك هو حول اتهامات آيت حمودة، باعتبارك أنت الرئيس وهو المناضل؟ أصلا أنا لا أريد أن يحدثني في هذا الموضوع. فأنا أعرف بأنه كلما وجد الواحد منهم نفسه خارج الحزب، يحاول القدح في قيادة الحزب طمعا في أن يحقق لنفسه حضورا. وبعض الصحافة التي تبحث عن الفضيحة، تعطي قيمة لمثل هذه التصريحات. دعني أسألك، لماذا ترفض معظم القنوات التلفزية نشاطات الحزب ولا تدعوه إلى عرض آرائه في القضايا الهامة، بينما تفتح الباب لأي شخص يخرج عن الحزب؟. اليوم محسن بلعباس رئيس الأرسيدي، لا تفتح له أبواب التلفزيونات لطرح أفكاره، ولكن لو يغادر الأرسيدي ويهاجمه ستلهث وراءه التلفزيونات لأخذ تصريحاته.هذه ليست خصوصية الإعلام في بلادنا. كل شيء يخرج عن المألوف مثير، ومواقف آيت حمودة مثيرة منذ أن كان قياديا في الحزب.. لا أحدثك عن هذا المستوى، فمنذ 3 سنوات لاحظنا أن الأرسيدي كان له حضور قوي بفضل أطروحاته ومواقفه، والمعروف على مستوى العالم في الصحافة أن الأحزاب التي تقدم مواقف قوية هي المطلوب إشراكها في النقاش. وحزبنا هو الوحيد الذي طرح مشروعا لمراجعة الدستور ونظم أعمالا ميدانية لمناقشته، هل رأيت قناة واحدة استضافت قياديا من حزبنا لشرحه؟تنسيقية الانتقال الديمقراطي تعقد ندوتها الثانية في مارس المقبل. يوجد انطباع عام بأن هذا التكتل السياسي المعارض وصل حدوده ولم يعد قادرا على الاستمرار. هل توافق ذلك؟  لأول مرة منذ 1962 استطاعت أحزاب معارضة أن تنشئ تكتلا كبيرا يضم كل الحساسيات السياسية، وفوق هذا يدوم لسنتين ولا يزال مستمرا. صحيح هناك تراجع في نشاط هذه الهيئة، وهذا طبيعي لأن السياسة صعود ونزول. وقد كان للتنسيقية وهيئة التشاور حضور قوي في المرحلة السابقة ونجحتا في تنظيم أعمال ميدانية هامة، وأبرزها ندوة مازافران والوقفات في 24 فيفري 2015 تنديدا بمسعى استغلال الغاز الصخري. والذي حصل أن السلطة قمعت المعارضة وشوشت عليها من داخلها. وقد قررنا الذهاب إلى ندوة ثانية لتقييم أداء التنسيقية، وتحديد الأطروحات التي سنركز عليها في المستقبل.خصومكم في الموالاة يصفونكم بـ”معارضة الصالونات”، ويقولون إنكم عاجزون عن حشد عدد كبير من المواطنين لفائدة مسعاكم.. في هذا الكلام شيء من الحقيقة. هناك أحزاب بهيئة التشاور طالبت بنشاط في الشارع مثل الأرسيدي الذي ينادي دائما بمسيرات شعبية، للضغط على السلطة بطريقة سلمية لدفعها إلى التفاوض مع المعارضة. ولكن أحزابا أخرى تحفظت على هذا الطرح بذريعة أن السلطة ستعمل على تحريف أية مسيرة عن مسارها السلمي، وهذا وارد. بخصوص الأرسيدي، فقد نزل إلى الشارع في مناسبات كثيرة دونما انتظار أن يتم ذلك بمشاركة أحزاب أخرى.ما الذي يدفع السلطة إلى التفاوض مع المعارضة، بينما هي في موقع قوة على عكس ما أنتم عليه؟ هذا صحيح، لهذا قلنا إنه مطلوب من التنسيقية أن تجتهد أكثر لإيجاد موازين قوى جديدة تفرض التفاوض معنا حول مرحلة انتقالية سلمية. واستحداث موازين قوى جديدة يأتي عن طريق العمل في الميدان، والتكثيف منه لنبرهن أن هناك تجاوبا شعبيا مع المعارضة.أما القول إن السلطة قوية، فإن قوتها تستمدها من القمع والفساد وبتواجدها في كل مستويات الدولة بالتزوير، وهي اليوم غير عابئة بالمخاطر المحدقة بالجزائر، بل وتدير لها ظهرها. والسلطة التي تتحلى بالمسؤولية في أي بلد، حتى لو كانت تعتقد أن المعارضة ضعيفة، تبادر بالتفاوض معها في أوقات الشدة وبإشراك شرائح المجتمع في البحث عن حل للأزمات، وهذا ما لا تعيه السلطة في الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات