لعل أهم إنجازات بوتفليقة في السياسة هو أنه “صعلك” الحياة السياسية العامة فأصبحت روائحها كريهة.. فلا يمكن لأي مواطن يملك حاسة شم سليمة أن يتابع كلاما سياسيا في الأحزاب السياسية ولا يشد أنفه اتقاء للروائح الكريهة التي يسمعها على أنها سياسة..فهل يعقل أن يقول لك (سياسي): إن الرئيس بوتفليقة ورجاله واجهوا حملة شرسة من طرف (D.R.S) تستهدف تشويهه وتشويه محيطه بواسطة ملفات فساد مغلوطة ومفبركة! والحال أن الرئيس هو القائد الفعلي لهذا الجهاز بنص الدستور الماضي والحاضر؟!وإذا كان الـ(D.R.S) قد ارتكب هذه المناكر باسم الحكم الذي يقوده الرئيس، فلماذا نحاسب (D.R.S) ولا نحاسب الرئيس الذي سكت عن مثل هذه الممارسات؟! الجواب عند عمار غول.ثم إذا كان (D.R.S) قد فبرك الملفات الفسادية وزج بالإطارات في السجون، وهي حقيقة غولية لا غبار عليها، فماذا كان الرئيس يفعل وهو القاضي الأول في البلاد، وهو رئيس هذا الجهاز الذي فبرك الملفات.وإذا كان الرئيس لا يستطيع حماية إطارات الدولة من تعسف (D.R.S) فكيف يحمي رجاله من أمثال غول وغيره؟!إذا كان تفكيك (D.R.S) من الأعمال الوطنية الجليلة للرئيس بوتفليقة، كما يقول غول.. فلماذا ترك الرئيس هذا العمل الجليل 15 سنة كي ينجزه؟! ألا يحق لنا أن نسائله عن التأخير؟ثم هل يعقل أن يتم بناء الدولة المدنية بمراسيم رئاسية لا تنشر في الجريدة الرسمية؟! والحال أن الدولة تبنى بالدستور والقوانين وليس بالمراسيم السرية؟! هل كان من الصعوبة على الرئيس أن يعيد تنظيم مصالح الأمن في الدولة عبر قوانين واضحة تعرض على ممثلي الشعب، صاحب السيادة في صورة قانون، أم أن بناء الدولة بالمراسيم السرية التي تؤخذ على عجل وحسب النزوات ولا يشارك في وضعها الشعب ثم تجمد بمراسيم أخرى أكثر سرية؟!هل بهذه الطريقة البائسة تفتت دولة الـ(D.R.S) الظالمة لتقام مكانها دولة (D.R.S) الأكثر ظلما للشعب والدولة ومؤسسات الدولة الظاهرة والخفية؟ !ثم من يقول لنا إن هذا الأمر مجرد لعبة “جيبان” الوقت بالشعب من طرف الرئيس والـ«دياراس” على السواء، تمهيدا للعبة جديدة قد تكون وقائعها أشد سوءا وبؤسا من وقائع (D.R.S) الراحل غير مأسوف عليه؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات