باشر مجمع سوناطراك اتصالات مع أهم الشركات المتخصصة في التجهيز والتزود بالعتاد والوسائل اللوجيستية، لمراجعة الأسعار المعتمدة في العقود المبرمة معها، على خلفية التراجع المحسوس في أسعار النفط، ويرمي القرار إلى اعتماد أسعار توافق مستوى التكاليف، لاسيما مع تقلبات أسعار البترول. راسل المجمع الشركات المتخصصة المتعاقدة معه لإيجاد صيغة توافقية تضمن مصالح كافة الأطراف،علما أن سوناطراك تتعاقد مع العشرات من الشركات لتجسيد مشاريعها، سواء فيما يتعلق بالاستكشاف والبحث أو الإنتاج وفي الصناعات المشتقة كالبتروكيمياء، وتخصص أغلفة مالية معتبرة للاستثمار على المدى القصير والمتوسط. وأشار مصدر من قطاع الطاقة لـ«الخبر” أن الإجراء لا يخص شركة سوناطراك وحدها، وقال إنه إجراء عادي يضمن مصالح الأطراف المعنية، ويضمن أيضا مواصلة تنفيذ كل المشاريع، ويرتقب أن تخضع العقود الجديدة لشروط مراجعة الأسعار. ويتضح أن تراجع أسعار النفط يؤثر على الشركات المنتجة عبر العالم، بدليل القرارات التي اتخذتها أكبر الشركات العالمية، مثل ”إكسون موبيل” و«شال” و«توتال” و«شوفرون”، بتقليص واقتطاع جزء من استثماراتها برسم سنة 2015، فيما أوقفت شركات مستقلة خاصة عمليات الاستكشاف لعدم مردودية استغلال العديد من الحقول غير التقليدية من النفط والغاز. ويأتي القرار في وقت عرفت أسعار النفط تراجعا، مجددا، حيث نزل سعر البترول تحت عتبة 60 دولارا، فاقدا بالنسبة لمؤشر ”برنت” بحر الشمال أكثر من دولار، كما انخفض مؤشر بورصة نيويورك أيضا ويست تكساس أنترميديات إلى أقل من 50 دولارا للبرميل. وتخصص شركة سوناطراك غلافا ماليا يتجاوز 70 مليار دولار لتطوير كافة فروع النشاط من المنبع إلى المصب، وهي قيمة تسيل لعاب الكثير من الشركات الأجنبية، في ظل الأزمة التي تواجهها هذه الشركات ومحدودية الطلبات في الخارج، حيث تركز الشركة الجزائرية على تطوير مجال الاستكشاف لدعم احتياطياتها النفطية والغازية التي عرفت انكماشا، ودعم قطاع البتروكيمياء أيضا، لتنويع مصادر الدخل من جهة، وتلبية حاجيات السوق المتنامية من جهة أخرى، ويقدر احتياطي الجزائر من النفط حاليا بحوالي 12 مليار برميل، مقابل حوالي 2200 إلى 2300 مليار متر مكعب من مخزون مؤكد من الغاز.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات