"الأرندي قام بأكبر عملية سطو سياسي في تاريخ الجزائر"

38serv

+ -

هل حديث سعداني عن عدم ثقته في أحمد أويحيى يراد به توجيه رسائل سياسية أم أنه للاستهلاك فقط؟ الأمين العام للأفالان ليس هاويا في السياسة حتى يقول أي كلام. نعم لا نثق في أويحيى سياسيا، وهذا لا ينفي العلاقة الطيبة على المستوى الشخصي.. نحن في الأفالان لدينا مواقفنا وآراؤنا المعروفة التي نختلف فيها مع الأرندي. لذلك أعتقد أن أويحيى يفهم جيدا الرسالة التي وصلته من عمار سعداني. أود التذكير أننا في الأفالان نحترم كل الأحزاب وحاليا نحن نركز جهودنا على المبادرة التي أطلقناها.ما هي خلفيات عدم ثقة سعداني في أويحيى ؟ لا نثق في أحمد أويحيى لأنه يقوم بمغالطة الرأي العام في كثير من تصريحاته. انظر إلى ما قاله مؤخرا في سكيكدة من أن حزبه ولد وفي يده “الكلاش”. هل يريد إقناعنا بأن حزبه هو من قضى على الإرهاب مثلا؟ على حد علمي تأسس الأرندي سنة 1997، وقد كان وقتها الإرهاب في تراجع، ثم جاءت سياسة الوئام والمصالحة للرئيس بوتفليقة لتقضي عليه نهائيا. لا أحد يمكن أن يزايد على الشعب الجزائري في مكافحة الإرهاب، فهو الوحيد بالتفافه مع الجيش الشعبي الوطني من تمكن من إنقاذ الجمهورية، وبالتالي كانت معركة دولة وشعب. كلامه في غير محله تماما، نحن في جبهة التحرير الوطني، رغم النضال التاريخي التي خاضه حزبنا، لا نجرؤ على القول إن الحزب وحده من حرر الجزائر.هذا يعني أن الحساسيات التاريخية مازالت تطغى على علاقة الحزبين؟ المسألة لا تتعلق بحساسيات لكن بوقائع. تزوير الأرندي للانتخابات التشريعية والمحلية سنة 1997 لم يسبق له مثيل في تاريخ الجزائر. بل إني أقول إن هذا الحزب تجاوز التزوير وفق مفهومه القانوني، إلى القيام بأكبر عملية سطو على إرادة الناخبين. كان الرهان من وراء تأسيس الأرندي في تلك الفترة، هو زوال جبهة التحرير الوطني وإدخالها المتحف، بعدما أرادوا ضرب الحزب عبر الفيس ولم يفلحوا في ذلك. لأن الجبهة استعادت مكانتها ورد إليها الشعب الاعتبار عبر الصندوق. هذا تاريخ لا يمكن لا لأويحيى ولا لغيره أن يطمسه، ونحن حزب لديه رسالة وليس حزب الإدارة. لا يمكن أن يدعي أويحيى أنه كافح الإرهاب ويتكلم باسم الباتريوت، وهو الذي كان يتنقل بسيارة مصحفة من نادي الصنوبر إلى المرادية، أما الباتريوت الحقيقيون فلم يحصلوا حتى على حقوقهم وظلوا مهمشين في عهد حكوماته، رغم أن البلاد كانت بها وفرة مالية.كلامكم يوحي بأن الأرندي فيه شيء من بقايا الجنرال توفيق، ولذلك ينتقده سعداني. ما قولكم؟ الأرندي حزب صنعه الجنرال بتشين سنة 1997، وآنذاك لم نسمع أن للجنرال توفيق دورا في ذلك. على كل حال كان يراد للأفالان وقتها أن يكون واجهة سياسية فقط دون دور أو تأثير، ولما رفض عبد الحميد مهري، رحمه الله، ذلك، أنشأوا الأرندي ومنحوه الأغلبية عبر تزوير رهيب، حتى أني أذكر أن ولاية الطارف، تلك الولاية المجاهدة والجبهوية حتى النخاع، أتتها برقية مشفرة ليلا تطلب من واليها أن يمنح الأرندي الأغلبية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات