+ -

 سألت مرة أحد المبعدين من الحكومة: لماذا أبعدوك من منصبك الوزاري؟ فقال لي: هل عرفت لماذا عيّنوني في هذا المنصب حتى أعرف لماذا أبعدوني؟!وسألت وزيرا آخر نفس السؤال بعد إبعاده من منصبه بعدة أيام فقال لي: “إنني لم أذكر الرئيس بخير مدة ستة أشهر! حتى أن أحد زملائي قال لي: هل جننت حين تبدأ كلامك للناس في الشأن العام ولا تدرج ذلك في سياق توجيهات الرئيس؟! بعد ذلك بأيام تم إبعادي من الوزارة” !اليوم قالت الأخبار إن صحفيا بقناة “كنال ألجيري” الفضائية قد تم إبعاده من نشرة الأخبار، لأنه ارتكب خطأ مهنيا قاتلا وفادحا، حيث لم يذكر “فخامة الرئيس”، واكتفى فقط بذكر اسم الرئيس، وهي وقاحة إعلامية كان من الواجب أن يطرد بسببها المدير العام للتلفزة ووزير الإعلام، عفوا، الإشهار، وكذلك تسقط بسببها الحكومة.. وتعاد فيها الانتخابات التشريعية المزورة بانتخابات تشريعية أخرى أكثر تزويرا للإتيان بأناس لا يرتكبون مثل هذه الأخطاء الفادحة في حق رمز البلد!اليوم لا تكفي كلمة فخامة الرئيس كدلالة على رمزية الرئيس وفخامته، بل لابد من الانتقال إلى لفظ “الجلالة”، فلابد أن نقول عنه جلالة الرئيس، حتى يتم الوفاء للرئيس وإعطائه كل حقه من التبجيل.الرئيس الشاذلي، رحمه الله، نقل الموضوع من عبارة “الأخ الرئيس”، التي كانت تقال لبن بلة وبومدين، إلى السيد الرئيس، كدلالة على تطور مستوى الاحترام للرئيس.. وبوتفليقة نقلها إلى الفخامة في بداية عهده، ولابد أن ينقلها إلى الجلالة في نهاية عهده !نحن كصحافيين نتمتع بالحرية الكاملة، فلا نسجن إذا نسينا نطق لفظ الفخامة أو لفظ الجلالة، عند الحديث عن الرئيس، ونطرد فقط من العمل.. لأن الدستور الجديد منع سجن الصحافيين وترك فقط عملية قطع “خبزتهم”!أكاد لا أصدق أن يكون الرئيس بوتفليقة قد وافق على عقوبة قطع خبزة هذا الصحفي في قناة “كنال ألجيري”، لأنه لم يذكر لفظ الفخامة، وربما الأمر له علاقة بقرار اتخذه “الشيّاتون” على مستوى التلفزة أو الوزارة، أو حتى جهاز الإعلام برئاسة الجمهورية!ألم أقل لكم إن مستوى “الشيتة” في البلاد قد تدهور إلى حد أصبح يهدد برنامج الرئيس في أساسه؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات