في حديثها عن أمراض المفاصل، أوضحت البروفيسور شافية دحو مخلوفي، رئيسة مصلحة أمراض العظام بمستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي مايو سابقا، أنه من شأن التهاب المفاصل المزمن أن يؤدي إلى إصابة المريض بالإعاقة، موضحة كيفية الوقاية من الداء في حوارها مع “الخبر”.هل لنا أن نعرف أسباب آلام المفاصل ومن المعنيون بها؟أسباب آلام المفاصل مختلفة، منها التهاب المفاصل المرتبط بأمراض المناعة الذاتية، حيث إن من شأن الجراثيم أن تعطي آلاما، كما أن هناك المترتبة عن التهاب الأوتار مثل أوتار الذراع مثلا والذي يعطي آلاما حادة، ناهيك عن ارتفاع حمض الأوريك في الدم والذي يعطي داء النقرس الذي يتسبب في آلام المفاصل، ويكفي أن نقول إن الروماتيزم بكل أنواعه يتسبب في ألم المفاصل. أما عن الأشخاص المعنيين بأمراض المفاصل وطبعا بآلامها، فيمكنني أن أجزم بأن كل الفئات العمرية معنية من الرضيع حتى الشيخ المسن. وقد قابلتني في حياتي المهنية حالات صغار استقبلتهم في سن 15 سنة، أكدت أمهاتهم أنهم عانوا من التهابات المفاصل منذ أن كانوا رضعا، حيث كانوا يعبرون عن آلامهم بالبكاء المتواصل، ولم يتمكنوا من إبلاغ معاناتهم إلا حينما بلغوا سنا معينة، كما أن هناك حالات شباب استقبلناهم على كراس متحركة أصيبوا بالداء وعانوا من آلامه سنوات عديدة، ليتسبب في إعاقتهم.وماذا تقدمون كعلاج مضاد لآلام المفاصل؟العلاجات ممثلة بطبيعة الحال في مختلف الأدوية من مضادات للألم ومضادات الالتهاب وكذا مضادات الأرتروز التي ينصح بها أطباء المفاصل مرضاهم، لكن ظهرت في السنوات الأخيرة أدوية خاصة بالالتهاب المزمن تدعى “الأدوية البيولوجية”، وهي أدوية مستهدفة تستعمل في العلاج الموضعي للألم وحصرية للمستشفيات فقط. كما أنصح المرضى بالحرص على ممارسة إعادة التأهيل، مع عدم إهمال العلاج بالحمامات المعدنية التي يمكن أن تفيدهم شريطة أن يتم ذلك على يد طبيب، كما أن هناك علاجا أخيرا نلجأ له إذا لم تنفع العلاجات المقدمة، ويتمثل في الجراحة مثل المعمول به في جراحة حالات “أرتروز” الركبة التي يتم فيها استبدال الغضروف المتآكل بآخر اصطناعي عن طريق الجراحة التقويمية.بعيدا عن الجراحة والأدوية، هل هناك معاملات وقائية تنصحون بها مرضاكم؟طبعا هناك أمور تمثل جزءا من العلاج على غرار توعية المريض التي تمثل جزءا من التكفل بحالته، ففي حال استفادته من العلاجات البيولوجية نوصيه بضرورة اتقاء الإصابة بعدوى من شأنها أن تؤثر على سير العلاج، فنوصيه مثلا بعدم تناول القهوة خارج بيته اتقاء لأي عدوى، وبأن يغسل يديه، كما ننصح المرضى في حالات الروماتيزم الحاد بالإقلاع عن التدخين الذي يتسبب في تفاقم حالتهم الصحية، في حين ننصح المصابين بداء الأرتروز بمكافحة السمنة والتقليل من الوزن مع ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية متوازنة، وكل هذا يندرج ضمن التربية الصحية التي نمارسها مع مرضانا للتخفيف من معاناتهم مع مختلف أمراض المفاصل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات