38serv
مع كل موسم برد تزداد حالات الكحة أو السعال والالتهابات التنفسية عند الأطفال، وتكون ردة الفعل المعتادة من الوالدين هي اقتناء الشراب المضاد للسعال لدى أقرب صيدلية، خاصة مع إمكانية الحصول عليه دون وصفة طبية، رغم الخطر الكبير الذي يمكن أن يسببه الإفراط في تناول الشراب المهدئ للسعال ومزيل الاحتقان، خاصة أن وظيفة السعال تكمن في إبعاد البلغم والأجسام الغريبة التي تتسلل إلى المسالك التنفسية.عن هذا التصرف، أكدت الدكتورة نادية مهداوي، طبيبة عامة، لـ”الخبر”، أن السبب الشائع للسعال هو تهيج القصبات الهوائية ومجاري الهواء نتيجة التعرض لالتهاب فيروسي، أو زيادة تحسسها نتيجة ذلك الالتهاب، موضحة أن الأطفال من بين أكبر المتضررين من السعال خاصة في البيئة الرطبة أو عند التعرض لنزلات البرد والأنفلونزا، مشيرة إلى توفر تشكيلة متنوعة من المسكنات ومضادات السعال في سوق الأدوية “لكن فعاليتها ليست مثبتة واستخدامها للعلاج لايزال يثير الجدل”، تقول محدثتنا، حيث إنه يحظر إعطاء بعض منها للصغار الذين لم يبلغوا 5 سنوات، لأنها قد تسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي أو ضربات القلب مع الشعور بالدوار وباضطرابات في التركيز، نظراً لأن بعضها يسبب النعاس، كما أنه من الممكن جدا أن يصاب الطفل بحساسية من أحد مكونات هذه الأدوية خاصة وقت النوم، دون أن ينتبه له أحد. كما أضافت مهداوي قائلة إن من شأن الإفراط في الجرعة أن يؤثر سلبا على وظيفة الكبد والكلى عند الأطفال، مشيرة إلى أن الجرعة الزائدة لا تساعد في الشفاء بسرعة بل تؤثر سلبا على صحة مستهلكها، ناهيك عن خطورة اعتياد الطفل على التنويم نظرا لتوفر مكونات منومة تدخل في تركيب الدواء، لذلك يتوجب زيارة الطبيب وأخذ رأيه في الدواء قبل أخذه. وقد دعت بعض الدراسات الطبية إلى عدم استخدام مستحضرات مكافحة السعال التي تحتوي على مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان، وكذا مضادات السعال وطاردات البلغم عند الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وذلك لعدم توفر دراسات علمية كافية تؤكد فاعلية استخدام هذه المستحضرات لتخفيف أعراض البرد والسعال لدى هذه الفئة العمرية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات