باشرت الجزائر أولى التجارب الخاصة بإدخال فصيلة حبوب “الكينوا” ذات المردود العالي، في سياق تطوير الإنتاج وتحقيق نسبة أكبر من الاكتفاء في ظل الارتفاع الكبير للواردات الجزائرية من الحبوب والتي بلغت مستويات قياسية، حيث أضحت تتراوح ما بين 12 و13 مليون طن.وتمتاز حبوب “الكينوا” بقدرة على مقاومة الظروف المناخية الصعبة والملوحة العالية والتقلبات المناخية. وتقوم الجزائر بالتجارب الخاصة بهذه الفصيلة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة “فاو”، وكانت أولى التجارب المحدودة قد بدأت في 2014، لكنها عرفت توسعا تدريجيا السنة الماضية. وتهدف المشاريع المعتمدة إلى تشجيع إنتاج “الكينوا” وإدماجها في النظم الزراعية الجزائرية، في سياق محاولات تطوير المردود الذي يبقى في الجزائر متواضعا مقارنة بمستويات المردود في البلدان المجاورة، فضلا عن تنويع الفصائل والأنواع المزروعة في الجزائر، علما أن الجزائر اعتمدت أيضا مشاريع شراكة مع فرنسا في إطار تطوير مردود إنتاج الحبوب، بهدف الاقتراب من المعدلات العالمية، أي ما فوق 45 و50 قنطارا للهكتار. وإلى الجانب المردود، فإن حبوب “الكينوا” تمتاز بميزاتها الغذائية مع خلوها من مادة الغلوتين، كما أنها تمتاز بالصلابة والقدرة على مقاومة الظروف المناخية الصعبة والقاسية، من فقر للتربة وجفاف، علما أن الجزائر التي تقدر مساحتها الزراعية بـ8 ملايين هكتار لا تتوفر على مساحة مسقية إلا في حدود مليون هكتار، كما أن مستوى إنتاج الحبوب يبقى متذبذبا ما بين 3 و4 مليون طن، ما يدفع الجزائر دوما إلى اللجوء إلى الواردات، حيث تصنف الجزائر مع مصر كأكبر مستوردي الحبوب في القارة الإفريقية. وتضمن زراعة حبوب الكينوا توسيع مساحات الحبوب، بما في ذلك المناطق الصحراوية التي تمتاز بظاهرة الملوحة في التربة. ومن المرتقب أن يتم تعميم زراعة هذا النوع من الحبوب السنة المقبلة أي 2017، في أعقاب النتائج الإيجابية المسجلة من خلال مختلف العمليات النموذجية التي تم القيام بها في عدة مناطق.
تابعونا على صفحة "الخبر في غوغل+
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات