"فتنة"أراضي العرش تنتقل من خنشلة إلى الأغواط

+ -

تجددت، نهاية الأسبوع، الخلافات على الأراضي العرشية بمنطقة “الجلال” بإقليم بلدية سيدي بوزيد، وكادت تتطور لولا تدخل أعوان الدرك الوطني لتفريق المتخاصمين، فيما عقد الوالي اجتماعا موسعا دعا خلاله إلى ضرورة إيفاد لجنة تقنية لتسوية المشكل.حاول مسؤولو بلدية سيدي بوزيد إنجاز محمية في منطقة “الجلال” في منطقة تابعة لأملاك الدولة، تخصص لقطعان الماشية والرعي فيها في موسم الصيف، ليتفاجأوا بعشرات المواطنين من مختلف الأعمار من عرش “العبادلية” يمنعون الجرافة من تهيئة الأرض والدخول في صراعات، كادت تتطور لولا تدخل أعوان الدرك الوطني لتفريق المحتجين.وسارع والي ولاية الأغواط إلى عقد لقاء موسع للصلح واقتراح إيفاد لجنة تقنية، هذا الأحد، لتحديد المنطقة الرعوية المحمية بالتشاور مع جميع الأطراف.وقد حاولت “الخبر” الاتصال هاتفيا برئيس بلدية سيدي بوزيد، إلا أن هاتفه ظل مغلقا. والملاحظ أن الخلافات على الأراضي العرشية تتجدد بمجرد هطول بعض قطرات الأمطار، إذ تعيد زخات المطر إشعال نيران الفتنة على أراضي الدولة التي تظل غير مستغلة لعدة سنوات، لكنها محل طمع بعض المواطنين لحرثها والرعي على أراضيها، مع معارضة آخرين لهذا النشاط بحجة استغلال أجدادهم لهذه الأراضي التي تبقى تابعة للدولة. وخصت هذه الخلافات مؤخرا عروش بمنطقة الخنڤ، وحاسي الرمل، وعين ماضي، وسيدي بوزيد، وبن ناصر بن شهرة وتاجرونة، بسبب حرث الأراضي ومداهمتها من طرف مواطنين من عروش غير مستقرة بالمنطقة أو معارضين لاستغلال هذه الأراضي من طرف أحد العروش منذ سنوات.وما يزيد في توسيع رقعة الاحتجاج، تورط بعض المنتخبين في تطعيم هذه الخلافات بمنح رخص استغلال أو إعطاء الحماية لنشاط الحرث والرعي دون المبالاة بالتاريخ الذي ثبته المستعمر الفرنسي وشهادات قدماء المنطقة، أو إنجاز محميات ومشاريع في أراضي عرشية، ما يساهم في اتساع رقعة الاحتجاج، أمام صمت السلطات التي تحاول التدخل بتشكيل لجان من الجماعات المحلية والمصالح العقارية لإخماد الفتن دون تسويتها نهائيا، لتتجدد بالتالي الصراعات مع عودة تساقط الأمطار في غياب حل نهائي. والغريب أن هذه الخلافات العرشية باتت تحرم الدولة من تشجيع الاستثمار في أراضي بور مهجورة تابعة للدولة على الأوراق، لكن بعض المواطنين استحوذوا عليها دون نشاط واضح بحجة امتلاكها عرشيا.للإشارة، فقد شهدت ولاية خنشلة في الأيام الأخيرة حدوث صراعات على أراضي عرشية، خلّفت جرحى بين المتخاصمين بسبب أمطار الخريف التي جاءت متأخرة هذا العام.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات