38serv

+ -

رفع الجيش الوطني الشعبي من درجة الاستنفار على طول الحدود المشتركة مع ليبيا، وصولا إلى الحدود مع دولتي مالي والنيجر، لمواجهة تطورات الأوضاع الأمنية المتدهورة، في وقت يسود الهدوء الحذر المعابر الحدودية مع ليبيا، بكل من الدبداب وطارات وتين ألكم، المغلقة منذ ماي 2014، وتفتح من حين لآخر أمام الحالات الإنسانية فقط.في جولة استطلاعية قادت “الخبر” إلى المركز الحدودي الدبداب، المتاخم لمعبر غدامس الليبي الذي لم يستقبل إلى غاية مساء الأربعاء أي نازحين من ليبيا، سواء من الليبيين أو الأجانب، باستثناء حركة غير عادية للقوات الأمنية المختلطة من الجيش والدرك على طول الحدود مع ليبيا، وتحليق مكثف لمقاتلات وطائرات استطلاع عسكرية ليل نهار على أجواء المناطق الفاصلة بين الجزائر والجنوب الليبي، لمواجهة مسلحين ومهربي أسلحة ورصد أية تحركات مشبوهة على الحدود المشتركة.وقالت مصادر أمنية بالمنطقة إن القيادة المركزية للجيش والدرك أعطت أوامر بمضاعفة اليقظة والتصدي لأية محاولة لتسلل إرهابيين من جهة ليبيا، خاصة بمناطق إليزي وطارات وجانت وتين ألكم وعين أمناس والدبداب، بناء على تقارير أمنية تضمنت تحذيرات من اضطرار عناصر إرهابية إلى الهرب باتجاه الحدود الجزائرية تحت ضغط محتمل من جانب القوات الأمريكية التي بدأت في تنفيذ ضربات جوية ضد معاقل “داعش” في الأراضي الليبية.دوريات عسكرية وطلعات جويةوأضافت نفس المصادر أن السلطات العسكرية المكلفة بتسيير الحدود البرية تلقت أوامر جديدة في اليومين الماضيين تقضي برفع درجة التأهب وتوخي اليقظة والحذر على طول الشريط الحدودي الجزائري مع ليبيا، على مدى حوالي 1000 كلم، وسط صحراء خالية ومفتوحة على كافة الاحتمالات، بتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف الدوريات العسكرية والقيام بطلعات جوية ليل ونهار لرصد أية حركة بالمناطق القريبة من الحدود التي تشهد نشاطا كبيرا لمهربين وإرهابيين منذ اندلاع أحداث العنف في مالي وليبيا. وأوضحت المصادر ذاتها أن التأهب على أقصاه هذه الأيام، وأن العمل يمتد ليل نهار، وسط تخوف كبير من تسرب أسلحة وتسلل عناصر تنظيم “داعش” من ليبيا إلى الجزائر.وفي سياق متصل، لم تتلق السلطات العسكرية والمدنية المكلفة بتسيير الحدود البرية للجزائر مع ليبيا، إلى غاية أمس، أية توجيهات من القيادة العليا في البلاد من أجل الاستعداد، تحسبا لدخول مئات اللاجئين الليبيين والأجانب إلى الجزائر، وهو الأمر المحتمل في حال نفذت القوات الأمريكية الضربات الجوية ضد معاقل “داعش” في الأراضي الليبية، في حين تلقت أوامر بتشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية على طول الحدود مع ليبيا وبالمعابر الحدودية المغلقة، إلا في الحالات الإنسانية أو التصريحات الأسرية لتسهيل التنقل بين أفراد العائلات المترابطة بين البلدين.مخاوف من جحيم العنفوأكد مصدر مسؤول بإليزي لـ“الخبر” أن المنافذ البرية مع ليبيا بكل من الدبداب وطارات وتين ألكم ما تزال مغلقة في الاتجاهين، وأن مسألة فتح الحدود أمام الفارين من الحرب في ليبيا غير واردة الآن، ولم يتم مناقشتها أصلا أو حتى التفكير فيها حاليا تفاديا لما لا يحمد عقباه، موضحا أن السلطات الأمنية تخشى أن يتسلل إرهابيون وسط اللاجئين الفارين من جحيم العنف المشتعل في ليبيا.واستبعد المسؤول ذاته إصدار أوامر من السلطات العليا مستقبلا لوضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية بالمعابر الحدودية، كما حدث سنة 2011، لمواجهة احتمال نزوح آلاف اللاجئين من ليبيا في حال هاجمت القوات الغربية تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي تمكن من السيطرة على عدة مدن ليبية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوضع قابل للتغير في أي لحظة، لأن مئات الليبيين والأجانب سيحاولون دخول الجزائر هروبا من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، لكن في الوقت الحالي هناك تعليمات صارمة بعدم السماح بدخول أو خروج أي مواطن جزائري أو ليبي عبر المعابر الحدودية الثلاثة، باستثناء حالات مرضية وإنسانية طارئة، مخافة نتائج عكسية وسلبية على الوضع الداخلي للبلاد.الهلال الأحمر.. مستعدمن جهة أخرى، أكد الأمين العام للمكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري لولاية إليزي، أن الهلال الأحمر في تمام الجاهزية لتقديم خدمات لأي شخص يلجأ إلى الجزائر ليبيين أو أجانب، مثلما أكدت ذلك رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في وقت سابق، موضحا أن المكتب الولائي على استعداد تام لاستقبال اللاجئين، والقيام بعمليات إغاثة وتقديم مساعدات كتى ما طلبت السلطات المعنية منه ذلك.في سياق متصل، توقع منتخب ببلدية الدبداب الحدودية عدم نزوح لاجئين إلى الجزائر هربا من الحرب في ليبيا لعدة أسباب، منها الأوضاع الأمنية المستقرة ببلدة غدامس الليبية القريبة من الجزائر التي عرفت تحسنا كبيرا من الجانب الأمني خلال الفترة الأخيرة، وكذا توفر رحلات جوية انطلاقا من غدامس باتجاه عدة مدن داخل وخارج ليبيا، ما يدفع هؤلاء النازحين من مدن الشرق والغرب الليبي للبقاء في مدينة غدامس، أو التنقل جوا مباشرة إلى بلدانهم أو إلى دول أخرى دون المرور على الأراضي الجزائرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات