"لا يمكن للجزائر أن تستمر في العيش على الريع البترولي"

+ -

 صرح آلان جوبي، رئيس بلدية بوردو، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الفرنسية العام المقبل، أن الجزائر “بحاجة إلى تنويع اقتصادها الذي لا يمكن أن يبقى قائما على الريع، وعلى برميل نفط بلغ اليوم 30 دولارا أو أقل”.وأجرت القناة التلفزيونية الاقتصادية المهتمة بالشؤون المحلية بفرنسا، “إيكوم نيوز ميد”، مقابلة مع رئيس الوزراء سابقا بثتها أول أمس، تحدث فيها عن زيارته إلى الجزائر مطلع فيفري الجاري، فقال: “من مصلحة الجزائر ومصلحتنا أيضا، التوجه إلى هذا البلد للبحث عن مشاريع وصفقات. وهذا الأمر ينسحب أيضا على تونس والمغرب”.وأوضح جوبي أن “كامل حوض المتوسط يعاني من أهوال الحرب والإرهاب، ولكن لنحاول أن نتوجه إلى أبعد من هذا.. إلى المستقبل”. وقال وزير الخارجية في منتصف التسعينات، إنه يسعى إلى أن يجعل من الشراكة والتنمية بين بلديته بوردو وبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، أولوية.وحسب جوبي، فإن مدينة بوردو “تملك تقليديا رؤية باتجاه جنوب فرنسا على عكس ما يظنه البعض. هي مدينة لاتينية ومتوسطية في نفس الوقت. لدينا علاقات قديمة مع الجامعات الإفريقية، يميزها التقارب”. وأضاف رئيس البلدية التي تجمعها توأمة مع وهران: “أريد أن أصنع من التنمية مع الجنوب (منطقة المتوسط) أولوية، فمستقبل فرنسا ومستقبل أوروبا يتمثل في التعاون مع المتوسط، وجنوب المتوسط وما يتعدى هذه المنطقة”. ودعا جوبي المؤسسات الفرنسية إلى الاستثمار في إفريقيا.وجاءت زيارة جوبي الأخيرة إلى الجزائر، في سياق التحضير لدخول الانتخابات الأولية في حزب “الجمهوريين”، اليميني الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، تمهيدا للمشاركة في المعترك الرئاسي. ويعول جوبي مثل غيره من المترشحين للاستحقاقات في فرنسا، على أصوات الجزائريين مزدوجي الجنسية الذين يفوق عددهم المليون. وهؤلاء في غالبيتهم، عادة ما يعطون أصواتهم لمرشحي الحزب الاشتراكي بسبب موقفهم من تيار اليمين عامة، المعادي للمهاجرين.ويحاول جوبي أن يعطي انطباعا مغايرا عن اليمين ونظرته للمهاجرين والمواطنين من أصول غير فرنسية، وهو بذلك يطرح نفسه بديلا قويا لساركوزي الذي يريد العودة إلى الحكم. لكن اتهام رئيس “الجمهوريين” في قضية تضخيم فواتير حملة انتخابات 2012، قد تضعف حظوظه في الترشح، ما سيصب في مصلحة جوبي.وتنقل ساركوزي إلى الجزائر (ديسمبر 2006) عشية مشاركته في انتخابات 2007. وكان يومها وزيرا للداخلية، وصرح في المقبرة المسيحية ببولوغين بالعاصمة، أن حرب التحرير “خلفت ضحايا فرنسيين مثلما خلفت ضحايا جزائريين. فالآلام كانت من هذه الجهة ومن تلك”. وحاول ساركوزي “معاكسة” المهاجرين لاستقطابهم تحسبا للاستحقاق، لكن ميله إلى استفزاز المغتربين في تصرفاته وتصريحاته جعلهم ينفرون منه.في سياق متصل، نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أمس، ملفا عن الأوضاع بالجزائر، حمل مخاوف من “زعزعة الاستقرار في البلاد بشكل عميق”. وتوقعت “موجات من المغادرين للبلاد”، بسبب الأزمة المالية وتهديدات الإرهاب في ليبيا.وتقول الجريدة إن “داعش” يتربص بالجزائريين على الحدود الجنوبية الشرقية. ووصف كاتب افتتاحية عدد أمس، الجزائر بـ”القنبلة الموقوتة”. وبما أن الوضع قاتم لهذه الدرجة، فـ”لوفيغارو” ترى أن فرنسا ستتدخل لاختيار خليفة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وترى أيضا أن الجزائر “تخيف أوروبا”، وهو العنوان الذي اختارته للملف.وفي حوار مع بوعلام صنصال، توقع الكاتب أن يكون مصير الجزائر شبيها بالسيناريو السوري. أما محمد بن شيكو مدير “لوماتان” سابقا، فتنبأ بـ”فوضى عارمة تؤدي إلى هرب جماعي للجزائريين إلى أوروبا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات