من المنتظر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، الجمعة المقبل، بعد إعلان دمشق موافقتها على الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، مستثنيا مجموعات جهادية وسط شكوك تحوم حول إمكانية تطبيقه على الأرض، في ظل تلويح وتهديد أمريكا بوجود خطة بديلة تهدف إلى تقسيم سوريا في حالة عدم الاتفاق على المسار السياسي، بينما تواصل في شن غارات ضد داعش. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لتطبيق وقف إطلاق النار المزمع البدء به في سوريا اعتبارا من الجمعة، فيما تستمر التساؤلات حول جدية الالتزام بهذه الهدنة، ويدعو الاتفاق إلى وقف الأعمال القتالية بين قوات النظام السوري والمعارضة، لكنه لا يشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة. وشكك الخبير العسكري، اللواء صفوت الزيات، في إمكانية تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا لما وصفه بوجود ثغرات كبيرة، واستمرار قصف النظام ومعه القوات الجوية الروسية على داعش وجبهة النصرة، وجماعات إرهابية أخرى، واعتبر تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، حول حديثه عن خطة بديلة في سوريا، بأنها مبرر لتبدأ الإجراءات الحقيقية لتقسيم سوريا، وتابع في تصريح لـ«الخبر”: “تصريح الأمريكان ما بين التهديد والتبرير بإجراءات قد تكون واعدة على الثورة السورية، خاصة وأن الإدارة الأمريكية تخطئ كثيرا، وأخشى أن يكون التخلص من داعش ليس في صالح المعارضة، وإنما في صالح النظام، وبعد هذا الإجراء تصبح الحقيقة واضحة لإنشاء مناطق آمنة وتحييد التواجد الروسي، وبالتالي لن يكون هناك بديل عن تقسيم سوريا، وسنرى خلال أيام تمسك الأطراف بوقف إطلاق النار، وإذا افترضنا جدلا نجاح الهدنة، كيف سيكون الوضع بعد استئناف العمليات العسكرية في كل المناطق التي تم تفريغ داعش منها، هنا لابد أن ينتبه الطرف العربي والمعارضة لخطورة الوضع، ومن الطرف الذي سيضم المناطق التي سيفقد داعش السيطرة عليها، وأحذر من أن محافظة إدلب هي المنفذ والممر الوحيد لجبهة النصرة المتداخلة مع المعارضة وتشاركها في أماكن القتال، لأنها على الحدود التركية السورية، وإذا تم تفريغها منها ستحاصر المعارضة، وبالتالي علينا أن نقر بأن هذا الاتفاق عبارة عن آلة تدمير يصب في صالح الأسد وينذر بكوارث”، وأضاف “أوباما أسوأ رئيس أمريكي وأضاع فرصا كبيرة للثورة السورية وأضر بأمريكا ضررا لم يحدثه رئيس أمريكي من قبل، وسيستمر الضرر بوصول الرئيس الجديد، والخطر الحقيقي هو أن تخضع المعارضة المعتدلة إلى جبهة النصرة والمتطرفين بسبب حالة اليأس التي هم عليها، بعد تآمر الغرب علينا، لكن وللأسف أنظمتنا الحاكمة تتآمر علينا أكثر منهم بمليون مرة”.ويؤكد الخبير العسكري بأن القوة الجوية الروسية غيرت إلى حد ما موازين القوة على الأرض السورية، “هناك 3 أطراف رئيسية تتصارع في سوريا: تنظيم الدولة داعش والنظام وحلفاؤه والقوات الكردية التي تشكل جوهر قوات سوريا الديمقراطية، والتي تقدم إسنادا صريحا لدعم بشار والمعارضة، ويجب أن ننتبه إلى أن هذا الاتفاق الذي أرى بأنه ولد ميتا، سيخدم النظام في حال تم تفريغ المناطق التي يسيطر عليها داعش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات