جبهة التحرير ولدت بالفوشي قبل 60 سنة، وجبهة الإنقاذ ولدت بـ”المحشوشة” قبل 20 سنة، والأرندي قال عنه أويحيى إنه ولد بـ”الكلاش”ǃ والأفافاس ولد هو الآخر بـ”الكلاش” قبل 50 سنة.هل قدر الجزائر أن الأحزاب السياسية التي أصبحت مهمة في الحياة السياسية الوطنية تمر حتما بالميلاد بالسلاحǃنحن الشعب الجزائري اليوم نريد ميلاد حزب سياسي بعيدا عن “الفوشي والمحشوشة والكلاش”.. بل نريد ميلاد حزب يحمل “المغرف” و”الطالوشة” بدل “الكلاش والمحشوشة”، نريد حزبا للبناء وليس حزبا شعاره أدوات الرصاص.منذ سنوات كتبت في هذا الركن أقول إن بيان أول نوفمبر الذي أصبح مرجعا لكل الأحزاب السياسية العاملة في الجزائر، لم يعد صالحا كمرجعية سياسية، لأنه بيان جاء ببرنامج ثوري لتحرير البلاد بالعنف.. فكان العنف الثوري هو السمة البارزة للنضال الوطني لتحرير البلاد.. لكن اليوم، الوطنية لم تعد تحرير البلاد لأن البلاد حرة، بل الوطنية هي بناء البلاد.. ولهذا فإن شعار الحزب الذي يحتاجه الجزائريون اليوم هو الحزب الذي شعاره “المغرفة والطالوشة” كرموز للبناء عوض “الفوشي والكلاش والمحشوشة”.هل من الصدفة أن السياسة في الجزائر عبر هذه الأحزاب المسلحة لا تختلف عن العسكر الذين يحكمون البلاد منذ 1962؟ǃ هل قدر البلاد أن تنتقل من الحكم العسكري إلى حكم الميليشيات الحزبية حسب ما يقول أويحيى عن حزبه؟ǃحسب كلام أويحيى، فإن الجمهورية الجديدة التي بشرنا بها باسم الرئيس بوتفليقة عبر المشاورات التي قادها، هي جمهورية الميليشيات الحزبية عوض حكومة العسكر..ǃ وهذا ما يجعلنا نفهم لماذا استقبل أويحيى، في إطار المشاورات حول الدستور، نظيره مدني مزراڤ الذي كان يحضر نفسه لإطلاق حزب ميليشيات جيش الإنقاذ ليتحالف مع حزب الأرندي الذي هو، أيضا، ميليشيا ولدت بـ”الكلاش” حسب أويحيى.لو كانت البلاد تحترم القانون والدستور لقامت وزارة الداخلية ووزارة العدل بحل كل حزب يفتخر بأنه حزب مسلح؟ǃ لكن الجزائر بلد العجائب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات