+ -

لم يصدق عبد المومن جابو نفسه وهو يهم بالدخول إلى أرضية ميدان 8 ماي 1945 بسطيف للعب حوالي خمس دقائق، بمناسبة إجراء فريقه مباراة ثمن النهائي من منافسة الكأس، عشية السبت، أمام أمل الأربعاء، خاصة بعد الإصابة الخطيرة التي تعرّض لها يوم 11 أفريل من السنة الفارطة بتونس.”الخبر” اقتربت، أمس، من مدلل أنصار الوفاق السطايفي عبد المومن جابو للوقوف عند حالته الصحية وعودته إلى الميادين، وأمور أخرى تخص المنتخب الوطني.كيف كان إحساسك وأنت تدخل أرضية ميدان 8 ماي عشية السبت؟ إحساس لا يوصف، ومهما حاولت التعبير بالكلام، فإن ذلك لن يكفي.. أظن أن كل لاعب تعرّض لإصابة كالتي كنت أشكو منها، وحده يمكنه الإحساس بما شعرت به. المهم الحمد لله، لقد أصبحت الإصابة من الماضي، وسأحاول الآن العودة تدريجيا إلى المنافسة.أنصار “الكحلة” هتفوا كثيرا باسمك لحظة دخولك، فالجميع ينتظر منك الكثير، أليس كذلك؟ صدقوني.. لقد اقشعر بدني كله، كنت مثل الطفل الذي وُلد لتوّه. لقد كانت الجماهير تهتف باسمي قبل أن أدخل، ثم يهتف الملعب كله باسمي عند دخولي، لقد كنت أنظر إلى هذا الجو وأنا لا أستطيع كيف أعبّر عن ذلك، جمهور الوفاق له دين كبير علي، لذا يجب أن أفرحهم في المستقبل، وهم الذين منحوني الصبر والإصرار على العودة بقوة بحول الله.هل راودك شعور الخوف من معاودة الإصابة، حينما لمست أول كرة؟ كنت واثقا جدا من أنني شفيت تماما، لأنني حينما كنت أُحضّر للعودة، قمت بعمل شاق ولم أحس بأي ألم، وبالتالي تيقنت من أن الإصابة أصبحت من الماضي.. لقد اندمجت مع المجموعة منذ 20 يوما تقريبا، وبالتالي كنت أتدرب بصفة عادية. تبقى مشكلة وحيدة، هو أنني أحاول أن أجد معالمي فوق أرضية الميدان والعودة بصفة تدريجية إلى المنافسة، لأنه من دون منافسة لا يمكن لأي لاعب أن يقول إنه استرجع كل إمكانياته، وبالتالي يجب عليّ التحلي بالصبر والعمل بكل هدوء، وإن شاء الله سوف أسترجع كامل إمكانياتي.تزامنت عودتك مع تضييع فريقك بنسبة كبيرة لقب البطولة، ولم يبق أمامه إلا منافسة كأس الجمهورية.. فهل هذا هو هدفك الآن؟ لا يمكن لأي أحد أن يجزم بأن الكأس ستكون من نصيب فريقه، لأن مباريات الكأس غير متشابهة، ولقد تابعتم كيف انهارت فرق كبيرة أمام فرق صغيرة.. صحيح أننا نملك فرصة كبيرة للمرور إلى المربع الذهبي، لكوننا سنستقبل فريق اتحاد بلعباس فوق أرضية الثامن ماي وأمام جمهورنا، وأتمنى من كل قلبي أن ننشّط النهائي ونعود بالكأس إلى سطيف، فهذا أقل شيء يمكن إهداؤه للأنصار. لكن علينا توخي الحذر، لأنني كما قلت الكأس لا تعترف بمنطق الكبير والصغير.هل اتصل بك زملاؤك من المنتخب الوطني ومن فريق النادي الإفريقي بعد عودتك إلى الملاعب؟ نعم.. اتصل بي العديد من زملائي في المنتخب الوطني بعد مباراة عشية السبت، والحقيقة أن هؤلاء كانوا يتصلون بي دوما للاطمئنان على صحتي. كما أن العديد من لاعبي الإفريقي ومسيريه وأنصاره، اتصلوا بي وسألوا عنّي وتمنوا لي النجاح في مسيرتي الجديدة مع الوفاق، فأنا تركت هناك مكاني نظيفا والجميع يحترمني، وبالتالي الكل يتمنى لي الخير وأنا أبادلهم الشعور نفسه.هل مازال جابو يطمح إلى العودة من جديد للمنتخب الوطني؟ أكيد أنا طمح إلى ذلك، لكن هذا لن يأتي سوى بالعمل في فريقي الوفاق. أظن أن المدرب الوطني يتابع كل كبيرة وصغيرة عن لاعبيه، وبالتالي يجب على اللاعب أن يفرض نفسه، لأن المنتخب في الأخير هو ملك لكل الشعب الجزائري، وبالتالي كل اللاعبين الجزائريين الذين يملكون إمكانيات في مستوى اللعب في المنتخب، لهم الحق في حمل الألوان الوطنية، وحتى المدرب الوطني سيمنحهم الفرصة.وما رأيك في المنتخب الحالي؟ أظن أن الأمور تسير في الطريق الصحيح، والمنتخب لم يتغير بنسبة كبيرة، فحوالي 80 في المائة من تركيبته قبل المونديال لا تزال تعمل، ولم يغادر سوى اللاعبون الذين بلغوا سنا متقدمة، وبالتالي فإن المنتخب مازال يحافظ على انسجامه والروح التضامنية بين اللاعبين. كما أن المدرب غوركوف يتواصل جيدا مع اللاعبين، بدليل ردة الفعل الإيجابية لهم بعد مباراة تنزانيا، وهو ما يوحي بأن المجموعة متكاملة ومتضامنة فيما بينها.لكن اللاعب المحلي مازال لم يجد له مكانا في المنتخب؟ كما قلت لكم سابقا، المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين، وأنا واثق من أن اللاعب الذي يبرز بالشكل الذي يرتقي إلى مستوى المنتخب الوطني، فإن المدرب لن يظلمه. كما يجب أن نعلم بأن كل لاعب تكوّن في الجزائر يعتبر منتوجا محليا، رغم أنه يكمل مسيرته في الخارج، وبالتالي فإن تواجد أسماء مثل سليماني، وبلقروي، وسوداني وبونجاح وغيرهم، هو تشجيع للاعبين المحليين بأن يعملوا أكثر حتى يفرضوا أنفسهم في المنتخب، ثم انظروا ما يفعله منتخب الأولمبيين، لقد تمكن من الوصول إلى أولمبياد البرازيل بمنتوج محلي مائة في المائة، وهذا لا يمنع كذلك هذا المنتخب من أن يدعم بلاعبين مغتربين، وبالتالي أريد القول إن كل جزائري، سواء ينشط بالداخل أو الخارج ويملك الإمكانيات التي تؤهله لدعم المنتخب، مرحبا به.ما رأيك فيما يفعله الثنائي سليماني ومحرز مع فريقيهما؟ أنا حقيقة لست متفاجئا لما يفعله هذا الثنائي.. بل بالعكس، احترت من الذين تفاجأوا لهذا المستوى وأقول لهم إن سليماني ومحرز كانا يمتلكان هذه المؤهلات وهذا المستوى قبل أن ينضما إلى فريقيهما الحاليين، ربما وجدا الفرصة في أن يفجراها بالشكل الصحيح واللازم فقط.. وأظن أن كل ما شاهد محرز وسليماني من قبل، تكهن لهما ببلوغ هذا المستوى، ومازال الكثير ينتظر منهما الكثير ومن لاعبين جزائريين آخرين.كلمة نختم بها هذه الدردشة؟ كلمتي الأخيرة أوجهها لأنصار الوفاق، لأقول لهم لا أجد الكلام الذي أعبّر به عن فخري وامتناني لكم، وسيظل وقوفكم إلى جانبي دينا في رقبتي. كما أوجه الكلام نفسه لأنصار النادي الإفريقي التونسي الذين ساندوني وشجعوني في أحلك الأيام والظروف، وأتمنى من الله أن يوفقني للعودة إلى سالف عهدي حتى أمتع كل من يحب جابو ولعب جابو، مادام أنني مازلت أحس بأنني قادر على العطاء أكثر.. وشكرا لكم على هذه الالتفاتة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات