أعاب زعيم الأرندي، أويحيى، على الجنرال المتقاعد، نزار قوله: أنه ممكن كتب استقالة الشاذلي سنة 1992. وقال أويحيى إن ذلك يعني انقلابا وليس استقالة، واتهم أويحيى نزار بعدم المسؤولية عما يقول.. وهو محق في ذلك، بالنظر إلى التيار السياسي الذي ينشط فيه أويحيى ونزار على السواء.لكن الغريب أن أويحيى الذي ينصح الجنرالات ويدعوهم لضرورة التزام منطق الدولة، لم ينتصح هو بالنصائح التي قدمها لرفاقه ورفاق دربه، فقد قال أويحيى في سكيكدة إن الأرندي الذي يقال عنه إنه حزب ولد بشنباته، نسوا أن يقولوا أيضا إن الأرندي ولد وهو يحمل الكلاش!هذا القول إذا كان أويحيى صادقا فيه، وهو كذلك، فإن الأرندي يعتبر ميليشيا وليس حزبا سياسيا! والقانون والدستور يمنعان صراحة إقامة الأحزاب على أساس الميليشيات !وإذا كان الأمر خلاف ذلك، فلماذا لم ينتصح أويحيى بما نصح به نزار، بضرورة التزام أخلاقيات الدولة والأحزاب والمؤسسات في ممارسة السياسة بالتصريحات، فضلا على عدم خرق الدستور والقانون من طرف المسؤولين في الدولة والأحزاب والمؤسسات، فإذا كان ما قاله نزار هو خرق للدستور، يعاقب عليه القانون بالخيانة العظمى، فإن ما قاله أويحيى لا يختلف في محتواه وأبعاده عما قاله نزار، لو كانت الدولة دولة والعدالة عدالة.فعلا البلاد في حاجة إلى وزير إعلام قوي ووزير عدل قوي، ليس في قوة استعمال الإشهار ضد المؤسسات الإعلامية، أو استخدام عدالة الليل في تزوير الأحكام القضائية، بل قوة عدالة وإعلام في الحجر على مثل هؤلاء المسؤولين في التحدث للشعب بهذه الطريقة، لأنهم لا يعرفون ما يقولون.عندما ولد حزب الأرندي، قبل خُمس قرن، كتبت أقول: إنه حزب تشكل من بقايا الأفالان.. وعندما أعاب علي عبد القادر بن صالح هذا القول قلت له: إن البقايا في الواقع من أصل المادة... ولو كانت هناك كلمة أسوأ من هذه لاستعملتها في وصف الحالة.. ولكن اليوم أجدني مضطرا للاعتذار لجماعة الأفالان، لأن الأرندي لم يكن بقايا الأفالان، بل هو بقايا لهيئة أخرى، حسب ما كشف عنه أويحيى في سكيكدة مؤخرا.. ولله في خلقه شؤون؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات