تكريم الشيخ الحاج امحمد عشيط هني بالشلف

كان التكريم أقل شيء يحصل عليه الشيخ الحاج امحمد عشيط الذي قضى أكثر من نصف قرن في واحدة من أنبل المهن وهي التعليم، حيث لم ينس تلاميذه هذا الرجل الذي كان أحد أسباب نجاحهم، ولسان حالهم يقول: “من علمني حرفا صرت له عبدا”، وبعد أن مضوا في مسيرتهم التعليمية ثم المهنية عادوا جميعا ليلتقوا في حفل لتحية الرجل. بمناسبة إحالة الأستاذ الحاج امحمد عشيط هني على التقاعد، نظم تلاميذه حفل تكريم على شرفه عرفانا له بمجهوداته وتضحياته في تربية أجيال من أبناء ولاية الشلف على مدى أكثر من نصف قرن عبر مختلف الهيئات التعليمية والجمعوية التي مارس فيها نشاطه.وتجمع العشرات من تلامذة الشيخ عشيط بدار الثقافة في الشلف للمشاركة في حفل تكريم شخصه بعدما بلغ من العمر 92 سنة، حيث تداول تلامذة الشيخ الذين يشغلون حاليا مناصب مرموقة على المنصة للتعبير عن تقديرهم لمعلم الأجيال منذ خمسينات القرن الماضي إلى غاية اليوم، وكان في مقدمتهم السيد حيرش عبد القادر الذي عاد إلى مسقط رأسه، وكان صاحب المبادرة، وهو يشغل حاليا رئيس فرع الشؤون السياسية للأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي باديس ابيبا، إضافة إلى مشاركة السيد جمال عبد الناصر سعدادو الموجود في سانتياڤو في الشيلي بهدايا والتكفل بمصاريف الحفل.وكان من بين الحضور عدد من المثقفين ورجال أعمال ومربين للأجيال وغيرهم، إضافة إلى صحفيين. وكشف مدير دار الثقافة أن مصالحه سطرت برنامجا لتكريم المشايخ من أمثال الشيخ عشيط وصديقه الشيخ بلعالية وهم أحياء. وقد غلبت الدموع الشيخ عشيط وهو يستمع إلى تلامذته الذين أحيل بعضهم على التقاعد، قبل أن يقدم كلمة مقتضبة شكر فيها الحاضرين وعبر عن اعتزازه بالتكريم وفرحته أكثر بصلاح الثمرة التي زرعها طيلة سنوات من حياته. ولمن لا يعرف الشيخ عشيط، فإنه من مواليد 1924، تعلم وحفظ القرآن قبل أن يواصل دراسته في جامع الزيتونة بتونس، وانتقل بعدها إلى الأزهر في مصر، ثم جامعة بغداد في العراق، قبل أن يعود إلى الجزائر ليتفرغ إلى التعليم في ثانوية السلام وسط مدينة الشلف ليتقاعد سنة 1984، غير أنه واصل نشاطه في التدريس وتنشيط عدة ملتقيات فكرية وشارك في تظاهرات مختلفة، كما أنه كان منتخبا بالمجلس الشعبي الولائي في الثمانينات ورئيسا للمجلس الاستشاري للثقافة سنة 2005 ودرس في المدرسة الخلدونية التي كانت تتولى رسكلة وتكوين الأئمة.للإشارة، فقد اقترح منظمو الحفل إنشاء وتمويل جائزة الشيخ عشيط، تمنح للمتفوق في شهادة البكالوريا كل سنة.