+ -

 تسبب قرار اعتذار المغرب عن استضافة القمة العربية، التي كان مقررا انعقادها شهر أفريل المقبل بمراكش، في الكثير من اللغط والسجال وأخلط أوراق اللعبة السياسية، وبينما سارعت الجامعة العربية للإعلان أن استضافة القمة العربية تؤول لموريتانيا حسب ميثاق الجامعة، أو إلى مصر في حال رفضها، أكدت مصادر أن السعودية تطمح لاستضافة القمة لتحقيق مآربها والخطط التي تهدف إليها.قالت مصادر مطلعة لـ«الخبر” إن المملكة العربية السعودية تسعى سعيا حثيثا لاستضافة القمة العربية القادمة، لتحقيق خططها والحصول على دعم أكبر ومشاركة أوسع في التحالف الإسلامي الذي أنشأته، وفي الحرب البرية التي تستعد لها في سوريا، وغيرها من الأهداف، لتضع لنفسها موقعا استراتيجيا وتأخذ دور الزعامة والقيادة في المنطقة.وتكشف كواليس قرار المغرب بالاعتذار عن استضافة القمة العربية، عن خشية المخزن من تدهور الوضع الداخلي المحتقن والقابل للانفجار في أي لحظة، كما أنه لا يريد أن يضع نفسه في مواقف محرجة مع الدول العربية، ورغبته في الحفاظ على استقرار الوضع المحلي والعلاقات بين الأشقاء العرب، حيث إن حجم الخلافات بات عميقا وبصورة غير مسبوقة بين الدول العربية، ما جعل المغرب ينأى بنفسه عن المشاكل والخلافات الراهنة، ورفض استضافة القمة بسبب الخلافات المتوقعة في جلساتها المغلقة حتى لا يكون جزءا فيها، بما يوحي له بأنه سيكون بهذا القرار بعيدا عن الدول العربية التي تغرق في محاربة الإرهاب، ويقي نفسه من هذا المرض اللعين الذي ضرب المنطقة.والواضح أيضا أن المغرب انصاع لضغوطات القوى الكبرى، تحديدا أمريكا التي تريد شق الصف العربي.من جانبه، يرى كامل عبد الله، باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المغرب يرفض أن يكون مثار جدل ومحور خلاف بين الأشقاء العرب، في ظل الاستقطاب القائم تجاه القضايا الإقليمية في المنطقة العربية، والتي شكلت نوعا من الحساسية في العلاقات بين الدول، تحديدا سوريا واليمن وليبيا ولبنان والصحراء الغربية والسودان، كل هذه القضايا خلقت تباينا وخلافا في وجهات النظر العربية، بينما يخشى المغرب أن يجد نفسه متضررا ومتورطا في عدد من الصراعات والمواقف وفكرة توجيه القرار العربي، وتوقع أن تمثيل الدول في القمة القادمة سيكون محتشما إما على مستوى وزراء الخارجية أو السفراء أو أقل من ذلك.وتابع في تصريح لـ«الخبر”: “نحن الآن في حالة استقطاب شديدة بين القوى والأطراف الفاعلة، بينما تصر بعض الدول على تشكيل قوة عربية مشتركة، ليجد المغرب نفسه مضطرا للقبول، وهذا جزء من تفاصيل الخلافات، لكن يبدو أن المغرب يصر على علاقات مميزة وطبيعية مع الأشقاء العرب، واختارت سياسة الناي عن النفس والابتعاد عن التجاذبات العربية الراهنة”. وفي السياق، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أنه بعد اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية في دورتها المقبلة، والتي كانت مقررة شهر أفريل المقبل، بمراكش، تؤول رئاسة القمة، حسب الحروف الأبجدية، لدولة موريتانيا. وأضاف بن حلي، في بيان تسلمت “الخبر” نسخة منه، أن الجامعة العربية في انتظار مذكرة رسمية من الخارجية المغربية حتى تستطيع تعميمها والتشاور مع الدول العربية وموريتانيا لمعرفة موقفها من استضافة القمة على أراضيها أو دولة المقر برئاستها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات