يلجأ العديد من الجزائريين إلى استخدام مطهرات الفم أو غسول الفم من أجل القضاء على رائحة الفم الكريهة، ووقاية الأسنان من التسوس أو للحد من أمراض اللثة، غير آبهين بالأخطار الناجمة عن الاستعمال المتكرر لها، خاصة وأن ذات المطهرات تباع في الصيدليات دون وصفة طبية، حيث صنف غسول الفم ضمن قائمة الأدوية التجميلية، باعتباره منتوج تجاري يمكن الحصول عليه من الصيدليات دون وصفة طبية، الأمر الذي سهّل ووسّع نطاق استعماله.عن الاستعمال المتكرر لغسول الفم، أكد الدكتور سمير بوسكسو، جراح أسنان، أنه من شأن الاستعمال الدائم لهذا المنتوج، أن يلحق أضرارا صحية بالفم وفي مقدمتها القضاء على البكتيريا النافعة للفم والتي تحافظ على صحته وتحمي اللثة من الالتهابات، موضحا أن غياب هذه الجراثيم يسبب جفاف الفم، كما يلحق تسوسا بالأسنان، ليؤكد بوسكسو على أن الاستعمال المتكرر وغير المراقب لغسول الفم، خاصة الذي يحتوي على الكحول قد تمتد خطورته حدّ الإصابة بسرطان الفم الذي يأخذ شكل جرح بالفم ليتطور إلى سرطان. ليشير محدثنا إلى أن مطهرات الفم تستعمل عادة مرة واحدة في الأسبوع كأقصى حد، ويمكن لطبيب الأسنان المعالج أن يحدد عدد الجرعات في حالة العمليات الجراحية أو خلال فترة العلاج. مشيرا إلى أن الطريقة الصحيحة والمثلى لتنظيف الأسنان تتمثل في تنظيفها بفرشاة الأسنان والمعجون، وهي الطريقة التي تبقى آمنة وفعالة، حسب محدثنا الذي أوضح بأن غسول الفم لا يفرق بين الجراثيم النافعة والضارة، بل يقضي عليها جميعها، الأمر الذي يؤثر سلبا على صحة الفم ويكون وراء مشاكل صحية عديدة.ويذكر بأن مركز أبحاث السرطان في بريطانيا تخوّف من احتمال وجود صلة بين سرطان الفم والاستخدام المنتظم لأنواع غسول الفم التي تحتوي على نسبة عالية من مادة الكحول، كما قدّم مركز النفس المنعش نصيحة تقضي بتجنّب أنواع غسول الفم التي تحتوي على نسبة عالية من مادة الكحول كإجراء حذر، نظراً لاعتبار مادة الكحول ثاني أكبر عامل خطر لمرض السرطان، كما أوصى أطباء الأسنان بضرورة الاعتناء بصحة الفم، عن طريق غسله بانتظام يوميا بمعجون أسنان يحتوي على الفلوريد وشرب السوائل بشكل منتظم لتعزيز عملية تدفق اللعاب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات