38serv
”فلسطين ليست فقط الحرب والدمار!”.. كانت هذه الكلمات التي استهل بها الشاعر الفلسطيني خالد جمعة مداخلته أمس، بالمكتبة الوطنية ”الحامة” خلال الأمسية الأدبية الشعرية المنظمة، بمناسبة الأسبوع الثقافي الفلسطيني بالجزائر، بحضور مجموعة من الشعراء الفلسطينيين والجزائريين، على غرار الشاعر أحمد حمدي وناصر الدين باكرية من الجزائر، الشاعر أمان الله إبراهيم عايش، نور الدين طيبي، وفارس سباع من فلسطين. وقال جمعة إن فلسطين تعاني من الصورة النمطية المأخوذة عن شعبها على أنه يتعرض يوميا للقتل والتنكيل وتدمير بيوته وممتلكاته، الصورة الشائعة على صفحات الجرائد ونشرات الأخبار.أكد جمعة على أن المشهد الأدبي في فلسطين عرف منعرجا آخر، بداية من تسعينيات القرن الماضي، وهو انفتاح الأفق الأدبي بصورة ملفتة للانتباه مقارنة بما عاشه المشهد بين الثلاثينيات والتسعينيات، ذلك أن الأدباء الشباب تولّد لديهم مشروع بناء الرواية الفلسطينية المناقضة للرواية الإسرائيلية، وتحول البطل الفلسطيني من بطل لا تخترق الرصاصة جسده ولا تخيفه الدبابة، إلى بطل أكثر إنسانية، يكشف عن ذاته بشكل أكبر، وأصبح يناضل على كافة الأصعدة. يرى جمعة أن ما تقوم به إسرائيل اليوم يجب أن يقاوم بنفس الطريقة، الرصاص يقابل بالرصاص، الصاروخ يواجه بالصاروخ، لكن حين تأتي إسرائيل لتتحداك في أصولك وتاريخك، فالرصاص والصاروخ لا ينفع، هنا يأتي دور الرواية التاريخية التي يعمل الجيل الجديد على استحضارها، بقراءة التاريخ بشكل جيد وواع والتصرف بقواعد في حياته اليومية.دعا جمعة الأدباء الجزائريين إلى قراءة المشهد الفلسطيني كمشهد حياة، والنضال جزء منها، هذه الحياة التي اعتبرها تقلق وتغيظ الجانب الإسرائيلي، لذلك على الأدباء التعاون في إثرائها ورفع بريقها، لأن إسرائيل تخاف الفكر الفلسطيني أكثر من مقاومته وسلاحه، لذلك نجد عدد المراكز الثقافية المدمرة في فلسطين أكبر بكثير من عدد المراكز العسكرية المستهدفة، كما أن عدد المدارس المغلقة أكبر بكثير من عدد مراكز التدريب المغلقة كذلك. وعليه، فإن إسرائيل فهمت معنى تقدم الفكر والأدب الفلسطيني، وفهمت معنى وعي الشاب الفلسطيني بأن الأرض تعود لأجداده. استشهد الشاعر الفلسطيني بمقولة الشاعر أبو إياد ”البندقية التي لا تحمل فكرا وراءها تتحول إلى قاطع الطريق”. مشيرا إلى أن البندقية الفلسطينية لا يحملها قاطع طريق، بل يحملها مجاهد مثقف وواع بقضية بلده، ففلسطين اليوم، يضيف جمعة، تناضل، تكتب الشعر، تغني، ترقص، تزرع وتحصد، فلسطين تقاوم ليعيش المشهد الأدبي على واقعه. فالرواية، الشعر والأدب في ازدهار مستمر ودور النشر تنشط بصورة استثنائية مقارنة بالسنوات الماضية، وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يعني أن الشاب الفلسطيني فهم الدرس الإسرائيلي، وأصبح يقاوم على كافة الأصعدة وهذا ما تخشاه إسرائيل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات