هدد الروائي الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز على جائزة نوبل، بالتخلي عن جنسيته الفرنسية في حال صعود اليمين الفرنسي المتطرف الذي يقوده مارين لوبان إلى سدة الحكم في فرنسا خلال الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2018، كما قال لوكليزيو الذي يحمل أيضا جنسية جمهورية موريشيوس خلال مقابلة مع مجلة ”ريفيستا” الثقافية الأرجنتينية ”عندما أرى اليمين الفرنسي، أشعر أكثر من أي وقت مضى بأنني موريشي”، وأضاف ”لا أفهم الفرنسية، وإذا فازت مارين لوبان فسأتنازل عن جواز سفري الفرنسي، وأحتفظ فقط بأوراق هويتي الموريشيسية”.وأثارت تصريحات الروائي المتوج بجائزة نوبل عام 2010، جدلا كبيرا في الوسط السياسي الفرنسي، حيث ندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بصعود اليمين، وتساءل فالس في مقابلة مع ”إذاعة أوروبا 1” وقناة ”إي تيلي” اليوم الأحد ”ألا تعتقدون أن الجبهة الوطنية التي حصلت على 25% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية وعلى الأرجح ستحصد 30% في الانتخابات المحلية القادمة، بإمكانها الفوز بالرئاسيات ليس في عامي 2022 أو 2029 وإنما في 2018؟”.وهاجم لوكليزيو نظيره الروائي والشاعر الفرنسي المثير للجدل ميشيل ولبك، والذي يعتبره البعض خليفة ماركيز دي ساد وشارل بودلير، بينما يصفه منتقدوه ”البائع المتجول الذي يحمل بضائع فاسدة”، حيث تبنى لوكليزيو الرأي الثاني، مشيرا إلى أن ما كتبه ميشيل وليك في عمله الأخير الذي حمل عنوان ”خضوع” وصدر مطلع السنة الجارية عن دار فلاماريو، لا يرقى للاهتمام، كما قال لوكليزيو إنه لا يقرأ ما كتبه ميشيل، وذلك في معرض رده على الجدل الذي أحدثه عن الرواية التي حذر فيها ميشال وليك من أن تتحول فرنسا إلى دولة تحت الحكم الإسلامي مع حلول عام 2022، وأرجع لوكليزيو تصاعد أعمال العنف في فرنسا، على غرار أحداث ”شالي إيبدو”، إلى المشاكل الاجتماعية، وقال إن جذور الأزمة تعود في الأصل إلى الفقر والعزلة من الضواحي، مشيرا إلى أن تدهور الأوضاع في تلك المناطق يخلق كل يوم ”قاتلا مجنونا”، على حد قول لوكليزيو الذي شدد على ضرورة تمتع المواطن الفرنسي في الضواحي بحياة كريمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات