+ -

 كشف المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك أمس بتيزي وزو، أن عبان رمضان “كاد أن يُعزل من لجنة التنسيق والعمل بعد اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية المنعقد في أوت 1957، بسبب سوء فهم قرارات مؤتمر الصومام المتعلقة بأولوية السياسي على العسكري، والداخل على الخارج”.احتضنت قاعة المسرح الصغير لدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو أمس، محاضرة حول الشهيد عبان رمضان من تنظيم الجمعية الولائية “عبان رمضان من أجل الذاكرة والتاريخ”، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، حيث استهل المجاهد رضا مالك محاضرته بالحديث عن المسار النضالي لمهندس مؤتمر الصومام عبان رمضان، قائلا “إنه كان مكافحا غير قابل للترويض، مهندس مؤتمر الصومام ومصمم الوحدة الوطنية”، وأن “أفكاره لا زالت قائمة وصالحة لبناء جزائر ديمقراطية”.وتحدث مالك خلال مداخلته عن نتائج مؤتمر الصومام التي قال “إنها منحت الثورة التحريرية وجها جديدا مكنها من إعداد استراتيجية سمحت لها بتعبيد طريقها نحو تحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي، وانتزاع الاعتراف الدولي بشرعية النضال وبجدية نتائج مؤتمر الصومام، باعتراف الحاكم العام الفرنسي جاك سوستال نفسه الذي قال إنه عمل رائع”.وذكر رضا مالك ما قاله له عبان عن كيفية تنظيم المؤتمر “يجب أن تكون مجنونا لتنظيم مؤتمر يجمع قادة الثورة التحريرية بمكان غير بعيد عن مكان تواجد 80 ألف جندي فرنسي”، وتابع أن نتائج مؤتمر الصومام التي كانت بمثابة فاتحة خير على الجزائر كانت وخيمة على عبان الذي “كاد أن يُعزل بعد اجتماع أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية المنعقد في أوت 1957، بسبب سوء فهم قرارات مؤتمر الصومام، لاسيما تلك المتعلقة بأولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج. “لقد أضحى عبان رمضان بعد هذا الاجتماع الذي شهد رفع عدد أعضاء لجنة التنسيق والعمل من 5 أعضاء إلى 8 أو 9 أعضاء، أضحى مهمشا”، كما أشار رضا مالك إلى أن أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية طلبوا منه عدم تدوين كلمة “الثورة” في المقالات الصحفية التي كان يكتبها رفقة رضا مالك وغيره في جريدة المجاهد.ورفض رضا مالك الرد على سؤال من قتل عبان؟ وقال إن آخر مرة التقى فيها بالراحل كانت في ديسمبر 1957، حيث كان بصدد تحضير نفسه للذهاب إلى المغرب لحل مشكل الحدود، على حد تعبيره، وأنه علم بوفاته في أفريل 1958 على أساس أنه سقط في ميدان الشرف.كما أفاد رضا مالك، ردا على أسئلة بعض الحاضرين، بأن فكرة إيجاد النشيد الوطني “قسما” جاءت من الشهيد عبان رمضان الذي اتصل بصديقه رباح لخضر ودعاه للاتصال بالشاعر المرحوم مفدي زكريا لكتابة النشيد الوطني، وإلى أن فكرة إنشاء الحكومة الجزائرية المؤقتة اقترحها الراحل الحسين آيت أحمد الذي راسل أعضاء من سجنه بباريس، بعد أن ألقي عليه القبض رفقة زعماء آخرين للثورة كانوا على متن طائرة تابعة للمملكة المغربية، وأن الفكرة لم تؤخذ بجدية في المرة الأولى، ولكن الاقتراح شق طريقه لغاية تجسيد المشروع بعد ذلك.أما فيما يخص تأسيس جريدة “المجاهد” لسان جبهة التحرير الوطني، فكانت من قبل عبان رمضان وسعد دحلب وبن يوسف بن خدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات