+ -

ودّعت، أمس، مصر صندوقها الأسود وصانع الرؤساء ومؤرخ تاريخها الحديث، المفكر والكاتب الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل، الذي كان ظاهرة وشخصية استثنائية وذاكرة الأمة الحقيقية، وحظي باحترام دولي بكتاباته ومواقفه التحليلية والاستراتيجية، لتجعله يتربع على عرش الكتابة طوال نصف قرن من الزمن، روى فيها عطش الجماهير من المعرفة والتحليلات السياسية. ووري جثمان الكاتب المصري الكبير حسنين هيكل، الثرى بمقابر العائلة بمنطقة مصر الجديدة، جنوبي القاهرة، رحل الكاتب بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 93 عاما، وشيّع الجثمان جماهير غفيرة من الكتّاب والدبلوماسيين والرياضيين والإعلاميين ومحبي كتاباته، الذين توجّهوا تباعا إلى مسجد الحسين بوسط القاهرة لأداء صلاة الجنازة على روح فقيد الكلمة، في جو مهيب والحزن يلف مصر، حسنين هيكل، القلم الفذّ والشخصية المبدعة الذي لعب دورا محوريا في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكان حريصا على إبراز هذا الدور المحوري، ووقف إلى جانب الرئيس الراحل أنور السادات، وعيّن وزيرا للإعلام في عهده، وبعد ذلك اختلف لأسباب عديدة وتباعد هيكل وأبعد عن المناصب. وكان حسنين هيكل قريبا من الشخصيات الفاعلة في السياسة على الصعيد العربي والدولي، على رأسهم الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر، وحظي باحترام كبير. ويعتبر رحيله انتهاء لفصل كبير من فصول الحياة السياسية والفكرية في تاريخنا المعاصر، حيث كان يملك أكبر أرشيف معلومات في المنطقة، ومعروف بقدرته الهائلة على تحليل الأحداث وعلاقته بالحكام والمسؤولين في العالم كله، مما جعله بمثابة صندوق أسود للحكومات العربية المتعاقبة، فهو شخص يتمتع بذكاء السياسي وإبداع المثقف، وبرحيله تفقد مصر والعالم العربي علامة بارزة في تاريخ الكتابة والعمل الصحفي، وستظل كتاباته في ذاكرة الأمة تخلّد اسمه على مدار التاريخ.يعتبر حسنين هيكل من أبرز الكتّاب الصحفيين المؤمنين بالقومية العربية، وكان يتحدث بفخر كبير واعتزاز بالثورة الجزائرية ومجاهديها وشهدائها والرئيس الراحل هواري بومدين، كما نصح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بطلب الجزائر التوسط لدى إثيوبيا من أجل إيجاد حل لأزمة سد النهضة الأثيوبي، لإدراكه الشديد بدور الجزائر في القارة السمراء ومدى تأثيرها.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات