“ضرب الشيتة” هو فن ممارسة الترنب بشكل علني، وهو يختلف حسب درجة الاسترناب المرجوة ومكانة المسترنب له، وقالت العرب قديما: فلان استرنب فلانا فشيت له حتى جعل نحاسه ذهبا.. فالكل يعلم أن “الشيتة” هي فعل مخادع، حتى المسترنب له يعرف ذلك، وبذلك يكون قبول الترنب فقط من “الشيات” الأكثر واقعية.. أي الذي شيتته تجعل النحاس فعلا يلتبس على الناظرين فيظنونه ذهبا.. ولأنه فن، فأصعب تقنيات “الشيتة” هي كيفية جعل الذهب الأصلي أكثر ذهبية؟فالتحدي يكمن هنا في قلب موازين الكيمياء ومحاولة تحويل المعدن إلى حجر نفيس كالألماس مثلا.. فالخصائص مختلفة والقيمة كذلك.. وهنا يمكن لـ«الشيات” أن يرتكب أكبر أخطائه بمحاولة جعل الذهب شفافا.. حيث أن ضرب “الشيتة” المبرح قد يجرح من دون فائدة؛ أي أنه أصبح غير واقعي، وبالتالي ينعكس الأمر سلبا على المترنب والمترنب له وتنكشف اللعبة البائسة ويتدحرج هذا الفن ويصبح اسمه “الأحزاب الجزائرية”.المقاوم الجزائريأنت خبير في علم كيمياء المعادن غير السياسية، وزيادة في رصيدك في علم النفس المعدني السياسي، وعلاقتها بعلوم الترنب و«الشيتة”، أسرد لك هذه الأبيات الشعرية التي قالها الشاعر الجزائري الفحل محمد العيد آل خليفة رحمه الله، وهي نظرة فلسفية في علاقة العقل البشري بالأحجار الكريمة وغير الكريمة، أي الأحجار اللئيمةǃ:بيض وسود وأخيار وأشرار .. كم تحتوين على الأضداد يا دار؟العرش والفرش والإنسان عندهما .. نعسان مستيقظ والماء والناروكيف تمت من الإنسان تفرقه .. بين الحصى واللآلئ وهي أحجار؟لا شك أن الرئيس ومحيطه يحتاجان إلى مهارات وكفاءات فلسفية للتفريق بين ترنب بن صالح وترنب حنون وبين “شيتة” بلعياط وشيتة أبو جرة سلطاني.. وبين تأييد أويحيى لبرنامج الرئيس، وبين تأييد سعداني لهذا البرنامج.“الشيتة” هي الجزء السياسي البارز في برنامج الرئيس، ولكنه أصبح هو الآخر في خطر جراء تدهور مستوى الشياتينǃ لكن هؤلاء القوم “كوم” وما بثته قناة تلفزية خاصة “كوم” آخر.. فقد تلفزت هذه القناة نوعا من “الشيتة” لم يسبق أن سمع بها العالم أجمع.. فقد تحدث شخص اسمه إسماعيل عن إنشاء هيئة لدعم الرئيس بوتفليقة أسماها هيئة “دعم السلم والسلام”، دعا لعضويتها أكثر من 60 سفيرا معتمدا في الجزائر للانضواء تحت لوائه ودعم الرئيس وبرنامج الرئيس كما قالǃ ودعا إليها كل الأحزاب والنواب وأعضاء الحكومة، هكذا واللهǃ هل شاهدتم “شيتة” بمثل هذه “الكفاءة” في الرداءة؟ǃوقد لا تستغرب يا أخي المقاوم إذا ما سمعت أن مثل هذه المبادرة قد تمنحها رئاسة الجمهورية الرعاية السامية.. الشيات لا يمكن أن يمارس شيتته إلا إذا وجد رجل المشيت له ممدودة نحوهǃ الرئيس بن بلة رحمه الله منع “الشيتة” في الأحذية.. وبوتفليقة رسخها في السياسة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات