+ -

غابت الجزائر عن مؤتمر كبير حول محاربة الإرهاب في إفريقيا، نظم بمراكش بالمغرب، الأحد والإثنين الماضيين، برعاية الملك محمد السادس. التظاهرة المتخصصة شارك فيها عساكر ومدنيون من بلدان شمال وغرب إفريقيا والساحل، وبحثت التصدي لتهديدات “داعش” والقاعدة المغاربية و”أنصار الدين” و”حركة التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا و”حركة الشباب” في الصومال و”بوكو حرام” في نيجيريا. الجزائر تغيب عن مؤتمر كبير حول محاربة الإرهاب بمراكش ناقش الخبراء، حسبما جاء في صحف فرنسية ومغربية، مواضيع المؤتمر تحت العنوان الكبير “إفريقيا في حرب ضد الجهاد الدولي”. ولاحظ بعض المتدخلين بأن “غياب التعاون الأمني مع الجزائر بسبب خلافهما الأزلي حول الصحراء الغربية، يعيق تفعيل سياسات محاربة الإرهاب بالمنطقة”.ولا يعرف إن كان المغاربة وجهوا دعوة للجزائر ولم توفد ممثلين عنها، أم أنها لم ترسل الدعوة أصلا نظرا للخلافات الأزلية بينهما.وكان المدير المركزي للتحقيقات القضائية بالمغرب، عبد الحق خيام، صرح في سبتمبر الماضي بأن الجزائر والمغرب “لا يقيمان أي تعاون أمني بالرغم من التهديد الإرهابي الذي تعرفه منطقة الشرق الأوسط”، يقصد أن خطر داعش قد ينتقل من سوريا والعراق إلى الجزائر والمغرب.أما وزير داخلية المغرب فأكد، في جوان الماضي، بأن التعاون الأمني بين البلدين “يوجد في نقطة الصفر”. وقال عن أسباب بناء جدار أمني بالحدود من جهة المغرب، بأن الجزائر “تبني هي أيضا خنادق أمنية من جهة حدودها”. وعبّر عن “أسفه لحالة جارين يدير ظهريهما لبعضهما”.وقد تعاملت الجزائر مع هذه التصريحات، على أنها محاولة جديدة للضغط عليها لفتح الحدود. وهي تنظر لموضوع التعاون الأمني في إطار أشمل، إذ تقترح منذ أن كان عبد العزيز بلخادم وزيرا للخارجية (2001-2002) إنشاء لجان مشتركة تبحث معالجة كل المشاكل التي تهم البلدين، وأبرزها الأمن بالحدود ومحاربة المخدرات والتهريب.وأشار نيكولا نورماند، سفير فرنسا بمالي، سابقا، في مؤتمر مراكش، بخصوص الوضع في هذا البلد، إلى أن بعثة الأمم المتحدة للاستقرار في مالي تفتقد إلى عهدة ترخص لها محاربة الجهاديين، وهو نشاط عهد إلى “عملية برخان” العسكرية، التي تشرف عليها القوات الفرنسية وتعداد رجالها 3 آلاف، مكلفين بمحاربة الإرهاب في 5 دول بالساحل. وأعرب السفير عن تشاؤمه، بشأن إمكانية أن يجلب اتفاق السلام الموقع بالجزائر، الاستقرار إلى مالي. وقال بالتحديد: “إن هذا الاتفاق أخذ شكل منحة لممارسة العنف، لفائدة المتمردين المسلحين، ثم إنه لا ينبغي أن ننسى بأن التنظيمات الجهادية لا تؤمن بهذا الاتفاق. ولا أعتقد أن تطبيق اللامركزية في شمال مالي سيحقق الأمن، لأن البلد بحاجة إلى بسط كامل لنفوذ الدولة وليس نصفه”.وذكر الأميرال سامبا فال، مدير الأمن الخارجي بالسينغال، أن قوات الأمن “مشتتة بين واجب تنفيذ مهامها وضرورة احترام القوانين ومبادئ حقوق الإنسان”. ودعا إلى “البحث عن مفهوم جديد للمواطن الإفريقي، بحيث يصبح فاعلا في مجهود تحقيق أمنه. كما ينبغي علينا أن نجد صيغة جديدة للعساكر”. وأضاف مستغربا: “كيف نتعامل مع طفل في العاشرة من العمر محيطا جسده بحزام ناسف؟ هل نتصرف معه كمحارب عدو كالمحاربين الآخرين؟”.أما رحمة دوالح، مستشارة لدى برنامج مكافحة التطرف العنيف بالاتحاد الأوروبي، فقالت إن حركات إرهابية مثل “الشباب” في الصومال، يظل خطرها قائما رغم فقدانها السيطرة على مناطق في منطقة القرن الإفريقي.من جهتها ذكرت نهى بكر، أستاذة بجامعة القاهرة، أنه “على عكس الأفكار الخاطئة المنتشرة، لا يجند داعش ضمن فئات السكان الفقيرة ضعيفة المستوى التعليمي، ولا وسط السكان العرب”. وتحدثت عن صديقة تونسية انخرطت في لعبة مع عناصر داعش، النشطين في إطار تجنيد جهاديين. فقد تعرضت التونسية، لمجرد دخولها في اتصال مع عناصر من داعش، لحملة مركّزة عن طريق الرسائل النصية الهاتفية وحاولوا استغلال شعورها المفترض بالوحدة، بحسب الأستاذة الجامعية المصرية التي أفادت بأن 700 تونسية تتواجد بمعاقل “داعش”. ولاحظت بأن النساء في هذا التنظيم يختلفن عن المجندات في القاعدة، من حيث أنهن في تنظيم الدولة يوجهن إلى القتال.وفي سياق التطورات في مالي، بعد سلسلة العمليات الإرهابية التي نفذها “أنصار الدين” في كيدال، الأسبوع الماضي، أعلن تنظيم القاعدة عن إهدار دم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي، الشيخ محمود ديكو، والسبب أنه وصف عناصر القاعدة بالإرهابيين، وجدد دعمه التدخل العسكري في شمال مالي، لطرد التنظيمات الإرهابية. ووصفت “مؤسسة الأندلس”، الذراع الدعائية للمنظمة المسلحة، في شريط فيديو، الإمام الداعية بـ”الخائن”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات