38serv

+ -

في تطور جديد على مستوى السوق النفطي، توصلت روسيا والعربية السعودية إلى اتفاق يهدف إلى تجميد الإنتاج إلى المستوى الذي كان عليه يوم 11 جانفي، وقد أبرم الاتفاق المذكور بين أهم منتجين للبترول في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة فنزويلية، مع تسجيل غياب الجزائر عن الترتيبات المعلنة، والتي تبقى من بين الخاسرين، بعد تسجيل انخفاض حاد لإنتاجها، حسب منظمة أوبك، بداية السنة الحالية.في أعقاب الإعلان عن الاتفاق بين موسكو والرياض، سجلت أسعار النفط تحسنا طفيفا، حيث تراوح ما بين 33.7 و33.9 دولار للبرميل بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال، ويتضح من خلال التقلبات التي سجلتها أسعار البترول استيعاب ومراعاة السوق للمعطى الذي لا يغير جوهريا من عامل الفائض المسجل في السوق النفطي والذي يقدر بحوالي 2.5 مليون برميل يوميا، حيث جاء الاتفاق الروسي السعودي ليضع حدا لما عرف بحرب الأسعار، دون أن يغير من المعادلة، إذ تم الاتفاق بين الغريمين الروسي والسعودي على تجميد الإنتاج ومخرجات النفط في مستوى 11 جانفي 2016، علما أنه خلال هذا التاريخ تشير التقديرات إلى إنتاج سعودي يقدر ما بين 10.06 و10.1 مليون برميل يوميا، بينما تراوح إنتاج روسيا ما بين 10.7 و10.9 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى يصله الإنتاج الروسي.بالمقابل، يتضح أن طبيعة السوق النفطي تفرضها موازين قوى بين المنتجين الكبار، حيث انحصر الاتفاق الذي تم في الدوحة بقطر على الرياض وموسكو، بمشاركة غير مباشرة لفنزويلا، صاحبة المبادرات الأخيرة للتقريب بين الدول المنتجة داخل منظمة أوبك وخارج أوبك، فيما سجل غياب جزائري، في مثل هذا المسار، حيث تبقى الجزائر من بين أقل الدول إنتاجا داخل المنظمة، كما سبق وأن أعلنت على لسان وزير الطاقة، صالح خبري، استبعادها المشاركة في لقاء للمنظمة دون اتفاق مسبق ومبدئي لتخفيض العرض، إلا أن مثل هذا الاتفاق يتجاوز العديد من البلدان بما في ذلك الجزائر، حيث تم في إطار مغاير دون أن تجتمع كما كان مرغوبا البلدان الأعضاء في المنظمة والدول خارجها، وهو ما يعكس بروز توازنات جديدة في سوق النفط، فضلا على تراجع الإطار التشاوري لمنظمة أوبك التي عجزت عن ضمان الانضباط داخل المنظمة، بدليل أن تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لشهر فيفري 2016، كشف عن بلوغ سقف إنتاج المنظمة مستوى قياسيا بـ32.335 مليون برميل يوميا في شهر جانفي، أي بزيادة عن المستوى المتفق عليه في آخر اجتماع للمنظمة بفيينا والذي قدر بـ31.5 مليون برميل يوميا.وفي الواقع، فإن الاتفاق السعودي الروسي الذي جاء بعد مفاوضات بين وزير النفط السعودي، علي النعيمي، في الدوحة، بعد محادثات مع وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، بمشاركة قطرية فنزويلية، وتكليف قطر بمراقبة الاتفاق، يحفظ مصالح المنتجين الكبار، حيث تبقي السعودية على حصصها، وتضمن تغطية جزء من الخسائر الناتجة عن انخفاض الأسعار برفع الكمية، مع العلم أن تكلفة إنتاج النفط في السعودية هي من بين الأقل عالميا بحوالي 9 دولارات للبرميل، بينما يقدر بالنسبة لروسيا بحوالي 12 دولارا.وتبقى دول مثل الجزائر من بين الدول التي لا تجني الكثير من الاتفاق، فاستنادا إلى آخر تقرير لمنظمة أوبك، فإن الإنتاج الجزائري من البترول عرف انحدارا كبيرا، وقدر بـ1.084 مليون برميل يوميا في جانفي 2016، مقابل 1.104 مليون برميل في ديسمبر، كما عرف معدل سعر النفط الجزائري صحارى بلند تراجعا كبيرا، حيث بلغ 31.28 دولارا للبرميل في جانفي الماضي، مقابل 38.59 دولارا للبرميل في ديسمبر 2015.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات