الثلوج تعزل قرى والتلاميذ في عطلة إجبارية

تسبب سوء الأحوال الجوية، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح، نتيجة وقوع ثلاثة حوادث مرور مميتة، كما أدت الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة،  التي لم تنقطع منذ أول أمس عن مختلف المناطق الشمالية والداخلية للوطن، في عزل العديد  من الأماكن وشل حركة المرور بأغلب الطرقات، مع إرغام تلاميذ القرى على عطلة إجبارية،  بعدما وجدوا صعوبات في الوصول إلى مدارسهم. كما تدخلت وحدات الحماية المدنية والدرك الوطني عبر عدد من الولايات الوطن، من أجل إعادة فتح عدد من الطرقات بعد انسدادها نتيجة التساقط الكثيف للثلوج. وحسب ما أفاد به أمس مسؤول خلية الاتصال، نسيم برناوي، فإن مصالحه، وبسبب سوء الأحوال الجوية، سجلت وفاة واحدة وجريحين إثر انزلاق سيارة بدائرة تادمايت بولاية تيزي وزو، بالإضافة إلى تسجيل وفاة أخرى لشخص صدمته مركبة بدائرة الحامة بولاية خنشلة. كما توفي شخص وأصيب خمسة آخرين إثر اصطدام وقع بين سيارة سياحية وحافلة لنقل المسافرين بوهران، فيما سجل بولاية البويرة جريحان إثر اصطدام تسلسلي وقع بنفق عين شريكي بدائرة الجباحية.ففي بجاية، تسببت صاعقة في اندلاع حريق مهول بالحوض البترولي رقم 13 بمنطقة خلف الميناء بالمنطقة الصناعية، حسب السيد سوفي، مسؤول الاتصال بالحماية المدنية، حيث اندلع الحريق في حدود الثامنة والنصف صباحا، نتيجة صاعقة كبيرة تسبب في إتلاف أزيد من 45 ألف طن من البترول الخام. وبفعل كثافة الثلوج والأمطار بذات الولاية أيضا، اضطر التلاميذ إلى البقاء في منازلهم نتيجة غلق المدارس وقطع الطرقات، خاصة ببلديات الشريط الساحلي مثل آيت إسماعيل، تمريجت، درقينة وبلديات الصومام مثل شلاطة وأقبو. وفي أفلو بالأغواط، تسببت الأمطار والثلوج في وقوع عدة حوادث مرور وانحرافات عن الطريق، أصيب خلالها عدد من المسافرين بجروح، خاصة على محور الطريق الوطني رقم 23 في شطره الرابط بين أفلو وبلدية وادي مرة والطريق الوطني 47 في شطره الرابط بين أفلو وبريدة. من جهة أخرى، استقبلت المؤسسة الاستشفائية بأفلو ثلاث حالات اختناق بالغاز، كما استقبلت المؤسسة الجوارية بڤلتة سيدي سعد ستة أفراد من عائلة واحدة من بلدية عين سيدي علي، اختنقوا بالغاز المحروق وتم التكفل بعلاجهم. أما في برج بوعريريج، فقد تدخلت الحماية المدنية لفتح حركة المرور أمام المركبات ببلديات القلة شمالا ورأس الوادي وعين تسرة بالجنوب الشرقي للولاية، وكذا إعادة فتح 11 طريقا أمام حركة سير المركبات، على غرار الطريق السيار شرق - غرب في جزئه العابر للولاية، الذي عرف انسدادا بمنطقة زنونة ببلدية الياشير وكذا بمنطقة عين تغروت، حسب ما أشار إليه ذات المصدر. وشهدت بدورها العديد من الطرقات بولاية جيجل، أمس، توقفا في حركة المرور سواء بسبب تساقط الثلوج أو ارتفاع منسوب مياه الأمطار، الأمر الذي أعاق تنقل الكثير من المواطنين. وفي وقت سخرت السلطات العديد من الآليات وكاسحات الثلوج لفتح الطرق المغلقة، أشار مواطنون أن سمك الثلوج المتساقطة بلغ في بعض المناطق 30 سنتمترا. وبالمدية، تواصل هطول كميات معتبرة من الثلوج، طوال نهار أمس، على أهم مرتفعات الولاية التي يتراوح علوها بين 800 و1300 متر عن مستوى سطح البحر. وتسببت الثلوج في بطء حركة المرور عبر عدة محاور بالطرق الرئيسية، على غرار الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين بلدية العمارية شرقي المدية وبلدية بوڤرة بولاية البليدة على امتداد 60 كلم، حيث ذكر مستعملو هذا الطريق نحو عدة أسواق متيجية، بأن كثافة الثلوج بعدة محاور على ذات الطريق، خاصة على الحدود بين الولايتين، أجبرتهم على العودة نحو الطريق الوطني رقم واحد، الذي شهد بدوره عرقلة في حركة المرور عبر محور البرواڤية وزرة خاصة في شطره الرابط بين قرية عين الملح أعالي البرواڤية. أما أقصى غربي الولاية، فقط صعبت الثلوج حركة القرويين وأطفال المدارس. كما شهدت العديد من بلديات ولاية سطيف انقطاعات متكررة للكهرباء مع انقطاع الطرقات المؤدية إلى عاصمة الولاية. وأعلنت مصالح الدرك الوطني بدورها تلقيها أكثر من 255 مكالمة هاتفية عبر الرقم الأخضر، في ظرف ثلاث ساعات فقط منذ بداية تهاطل الثلوج التي تزايدت منذ الساعة السابعة صباحا.من جهة أخرى، أكدت مصالح الطاقة بالولاية تسجيل انقطاعات كثيرة في الكهرباء بكل من بلديات ڤنزات وبني ورثيلان وبوسلام، خلال الفترة الصباحية، في وقت أكدت مصالح سونلغاز أنها لن تستطيع أن تصلح هذه الأعطاب إلا إذا تم فتح الطرقات التي تراكمت بها الثلوج، خاصة بمنطقة بني خلاد وبني عبد الله ببوسلام، زيادة على منطقتي زواوة وبوفروج ببوڤاعة.من جانب آخر، أشار الديوان الوطني للسدود أن منسوب المياه بالسدود بلغ 67,46 بالمائة من قدرتها الاستيعابية، أي ما يعادل 4 ملايير و617 مليون متر مكعب، وبالنسبة للمناطق التي تساقطت فيها الثلوج فستضيف عند ذوبانها كمية معتبرة من المياه لحجم السدود.