38serv

+ -

 مع استمرار الصراع، وبينما تظل رحى الحرب تدور في الأراضي الليبية، بات الحديث عن تدخل عسكري أجنبي وشيكا تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش، دون الكشف عن آلية التدخل أو مكان هذه المعسكرات، بينما ترفض القاهرة أي تدخل وتعلن حالة الاستنفار الأمني القصوى على حدودها الغربية، وتحضر لخطة طوارئ تحسبا لعمليات عسكرية،  حفاظا على أمنها القومي، والحد من لهيب الحرب. أكدت مصادر مصرية أن حالة من الاستنفار الأمني سادت على الحدود المصرية الليبية في مدينة السلوم، وتقرر تكثيف الدوريات الأمنية في المنافذ الصحراوية بعد الضربات التي شنتها طائرات على مواقع لتنظيم داعش بمدينة سرت الليبية، وتعمل القوات المسلحة المصرية على مراقبة الحدود مع ليبيا بشكل عال، وتنتشر تغطيتها ومراقبتها بكافة النقاط الحدودية المتاخمة للحدود الليبية، وتنسق القوات المسلحة عمليات تأمين العمق الاستراتيجي للحدود مع عناصر الشرطة لمنع تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة.وترفض مصر المشاركة في أي تدخل عسكري محتمل بليبيا، بالرغم من الضغوطات الدولية التي تمارس عليها، تحديدا من الولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت للإعلان عن الإعداد لتحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش في ليبيا، وتضغط على مصر للمشاركة في هذا التحالف، وتستخدم ورقة المساعدات والمعونات الموجهة لمصر، فبعد تحفظها على تقديم مساعدتها العسكرية للقاهرة، عقب ثورة 30 جوان بزعم وضع حقوق الإنسان في مصر، إلا أنها أعلنت أنها تدرس الآن تغاضيها عن هذا الشرط.وكان الكونغرس الأمريكي قد قرر إعفاء مصر من هذه القيود في مشروع قانون المساعدات الأجنبية في جوان الماضي، على أساس أنه في صالح الأمن القومي الأمريكي، واشترط ضرورة إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، وأن تتخذ مصر خطوات لتعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان مقابل الإفراج عن المساعدات العسكرية التي تبلغ 1,3 مليار دولار.لتجد القاهرة نفسها مجددا في مأزق ووسط ضغوطات أمريكية للمشاركة في الحرب في ليبيا، وضغط سعودي للمشاركة بقوات برية لدعم المعارضة السورية، لكن على ما يبدو فإن القاهرة ستظل صامدة أمام هذه الضغوطات وترفض الانصياع للقرار الأمريكي، حيث إن الغرب لا يريد من ليبيا سوى السيطرة على آبار النفط، ومد خط الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا وإنهاء سيطرة روسيا على الغاز الذي يدخل أوروبا، بينما تتصارع على هذه الآبار ثلاث قوى، لكن يظل الجيش الليبي في طبرق على علاقة طيبة مع القاهرة، وهو الضامن الوحيد لاستقرار الحدود مع ليبيا حتى الآن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات