+ -

حذرت مصادر طبية مسؤولة الأزواج المقبلين على إجراء عمليات تلقيح اصطناعي بأوروبا، من خطر انتقال فيروس ”زيكا”، بسبب احتمال وقوعهم ضحية خطأ في نقل السائل المنوي، كون هذه الدول تعتمد بنوكا خاصة بتجارة هذه المادة الحيوية، أصحابها مجهولو الهوية، وشددوا على ضرورة إخضاع جميع الحوامل إلى أشعة ”إيكوڤرافي” شهريا، لمتابعة نمو الجنين ومراقبة أي تشوهات ممكنة. كشفت نتائج البحوث والدراسات الأخيرة الخاصة بفيروس ”زيكا”، بأن جميع الحشرات ناقلة للمرض من إنسان إلى آخر، بعد أن ساد الاعتقاد طيلة الفترة الماضية، بأن حشرة واحدة فقط لا تعيش إلا في المناطق الاستوائية التي ظهر فيها الوباء، هي التي تنشر العدوى.وبناء على ذلك، تقرر رسميا رفع مستوى إجراءات الاحتياط في جميع الدول، وهو ما يتم العمل عليه حاليا على مستوى مختلف المستشفيات والمؤسسات الصحية عبر الوطن، حيث يحاول مهنيو القطاع من أطباء وأخصائيي أمراض معدية وأمراض النساء والتوليد، تنسيق الجهود، في إطار مخطط وطني يهدف إلى منع انتقال العدوى إلى الجزائر كمرحلة أولى، ثم مواجهة انتشاره في حالة تسجيل إصابات بالجزائر.وفي هذا الإطار، قررت وزارة الصحة تعزيز الحملات التحسيسية لفائدة الحوامل عبر الوطن، حيث شددت على ضرورة إخضاعهن لمختلف أنواع التحاليل الطبية، وأيضا أشعة الموجات فوق الصوتية ”إيكوڤرافي” على مستوى المستشفيات أو العيادات الخاصة التي يترددن عليها، وذلك، بشكل دوري وشهري إلى غاية بلوغ الجنين 06 أشهر.ويهدف هذا الإجراء، حسب الأخصائيين الذين تحدثوا إلينا، إلى مراقبة تطور الجنين خلال مرحلة التكوين، وهي فترة حساسة ومهمة، تحدد سلامته الصحية، فالأطباء في هذه المرحلة بالذات، وباستعمال مختلف التقنيات الحديثة، بإمكانهم معرفة مختلف المشاكل الصحية التي قد تصيب الجنين، خاصة التشوهات الخلقية.ومعلوم أن الحوامل هن الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس ”زيكا”، الذي يمنع تطور الرأس ويؤثر على تكوين الجمجمة ويسبب لها تشوها يؤدي إلى الإعاقة، ما جعل مهنيي الصحة يشددون على الدور الوقائي لتجنب انتقال العدوى التي أصبحت على أبواب الجزائر، بعد أن تم التأكد بأن تسجيل حالة واحدة فقط، قد يحدث كارثة وبائية خطيرة مادامت جميع الحشرات تنقل الفيروس.وأشارت المصادر الطبية التي تحدثت لـ«الخبر”، إلى احتمال آخر لانتقال الفيروس للحوامل عن طريق عمليات التلقيح الاصطناعي التي يجريها الجزائريون بالخارج، خاصة في البلدان الأوروبية، وإن كانت مصادرنا قد أكدت بأن العيادات التي تضمن هذه الخدمة الصحية، مجهزة بآخر التكنولوجيات، والكفاءات، إلا أنه كثيرا ما يتم تسجيل أخطاء طبية فادحة، نتيجة الإهمال أو أسباب أخرى مختلفة.وحذرت المصادر من إمكانية تنقل فيروس ”زيكا”، الذي ينتشر أيضا عن طريق العلاقات الجنسية، خلال عمليات تلقيح السائل المنوي للمرأة، فجميع الدول الأوروبية على غرار فرنسا كونها الأقرب والأكثر إقبالا من قبل الأزواج الجزائريين، تعتمد اليوم تجارة البويضات والأرحام الحاضنة لها، لمساعدة النساء اللواتي لا يستطعن الإنجاب، على الحمل، إضافة إلى تجارة السائل المنوي فيما يخص الرجال المصابين بالعقم.وتتصدر دول أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية خاصة، قائمة الأشخاص المانحين، بالنظر إلى الأوضاع المعيشية هناك، ودرجة الفقر المسجلة التي دفعت بعدد كبير من مواطنيها، إلى بيع أي شيء للحصول على المال، وهو ما يطرح تخوفا كبيرا من وقوع الأزواج ضحية خطأ في نقل السائل المنوي الأصلي من الرجل إلى زوجته، وتلقيح هذه الأخيرة بدل ذلك، بمادة حيوية مصدرها شخص يعيش في هذه الدول التي تعيش حالة وباء، نظرا إلى ارتفاع عدد الإصابات بالداء.                    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات