لست أدري لماذا يعيب الإعلام الجزائري على قادة بعض الحزيبات تغيير مواقفهم إزاء السلطة كلما جاء الحديث عن تغييرات وشيكة في الحكومة؟!أولا: الأحزاب أو الحزيبات ترفع من وتيرة “الشيتة” للرئيس وسياسته عندما يأتي الحديث عن التغيير الحكومي! لأن هذه الحزيبات تعرف بالتدقيق أن ضرب “الشيتة” هو الوحيد الموصل إلى السلطة والوزارة، وليس النضال داخل هذه الأحزاب، لأنه ببساطة السلطة لا تسمح بتكوين أحزاب موصلة إلى السلطة.. والوصول إلى السلطة يتم فقط عبر النضال بـ”الشيتة”.لاحظوا أنه حتى أحزاب الحكم يرتفع فيها منسوب “الشيتة” عندما يقترب التغيير الحكومي.. وأن العديد من المناضلين يشقون عصا الطاعة حتى على قيادات أحزابهم ويزيدون في منسوب “الشيتة” للرئيس وجماعة الرئيس للظفر بمنصب وزير أو “سيناطور”!ثانيا: المسؤولية هذه لا تتحملها أحزاب مثل حزب نعيمة صالحي ولا حتى حزب عبد العزيز بلعيد، بل يتحملها النظام الذي أغلق كل الأبواب الموصلة إلى الحكومة والبرلمان، ولم يُبق سوى على باب “الشيتة”. ومن هذه الزاوية، لا يمكن أن نلوم لويزة حنون على عدم مقاطعتها للتصويت على الدستور، وهي التي عاشت على فكرة المعارضة المترنبة للنظام.واضح أن نعيمة صالحي تأثرت بأستاذها السياسي والقانوني أبوجرة سلطاني في ممارسة المعارضة الناصحة!هل يمكن أن نتصور وجود أحزاب سياسية موصلة إلى الحكومة والسلطة وهي تأخذ شرعية وجودها من وزارة الداخلية، التي هي عنوان لحكم يقال عنه إنه غير شرعي ولابد من تغييره، هل يخرج الحي من الميت؟!إن ذلك لا يحدث إلا في عالم بيض الدجاج! بشرط أن لا يكون “مارجا”؟ǃ لكن المنحى الجديد الذي أخذته مدارس “الشيتة” في البحث عن كراسي وزراء يدل على أن البلاد مقبلة على تدهور آخر في مستوى الوزراء والحكومة، قد يجعلنا نندم على هذه الحكومة الموجودة اليوم من حيث مستوى الأداء الحكومي ومستوى التكفل بمشاكل البلد..إذا لم يتخل محيط الرئيس عن نظرية تكوين الحكومة بناء على مستوى ونوعية “الشيتة” الضرورية للرئيس، فإن تدهورا فظيعا سيحدث في تشكيل الحكومة القادمة.. لأن حتى مستوى “الشيتة” ونوعية “الشياتين” قد انخفض منسوبه هذه المرة بصورة لافتة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات